أحياء الذكرى السنوية السابعة لرحيل المجدد الشيرازي بام الحمام

أحياء الذكرى السنوية السابعة لرحيل المجدد الشيرازي بام الحمام

أقيمت الذكرى السنوية السابعة في أم الحمام بحسينية الزهراء ليلة الخميس 23 أكتوبر 2008.  حيث عقدت ندوة حوارية تحت عنوان "تجليات الفقاهة عند الإمام الشيرازي (أعلى الله مقامه) , من فقه الزهراء مثالاً"  بإدارة الإستاذ الفاضل بدر الشبيب و كلمة لسماحة الشيخ عبدالغني عباس. 
افتتحت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الشاب معتوق العبد اللطيف.   بعدها ألقى فضيلة الشيخ زكي البحراني مرثية عزائية حزينة من شعر و كلمات فضيلة الشيخ حبيب الجمري. 
افتتح سماحة الشيخ عبدالغني عباس كلمته بملاحظتين :
1-  صعوبة تصيد و استقصاء النكات الفقهية من مدرسة السيد الفقهية بسبب غزارة الإنتاج لدى السيد المرجع الشيرازي.
2-  الحديث عن معالم المدرسة الفقهية على وزان الإثبات لا النفي , فالحديث عن مدرسته الفقهية لا يعني سلباً لما عند غيره من المدارس الفقهية.
وقد حضر الندوة جمع من المؤمنين و الفضلاء و المشايخ الكرام منهم
فضيلة الشيخ محمد الخميس
فضيلة الشيخ غازي الشبيب
فضيلة الشيخ سعيد الحرز و قد تفضل بمداخلة مفيدة و تعليقات على منهج السيدالشيرازي و مدرسته الفقهية
فضيلة الشيخ حسين صويلح
فضيلة الشيخ محمد عبدالعال
فضيلة الشيخ صالح اليحيى
فضيلة الشيخ علي الزاير
وبعد انتهاء الكلمة الرئيسية تم النقاش و التعقيب و طرح الأسئلة من قبل الحضور وقد تفضل الأستاذ حسن حمادة بمداخلة جميلة تحدث فيها عن الإبداع في موسوعة السيد الشيرازي الفقهية ملتقطاً بعض النكات و الفتات الدقيقة ثم أبدى ارتياحة لإقامة الندوة و شجع على إقامتها في السنين القادمة.  
ثم أضاف الأستاذ بدر الشبيب تلعليقاً على كتاب من فقه الزهراء حيث اقتبس كلمة من خطبتها " قذف أخاه في لهواتها" حيث استنبط السيد الشيرازي من هذه الفقرة اثني عشر مسألة فقهية. مما يكشف دقة الاستنباط و الفهم العميق لنصوص المعصومين
الفقرة التالية من البرنامج كانت أنشودة رائعة قدمتها فرقة الإمام الحسن حيث خيم جو من التأثر النفسي و الروحي على الحضور.
اختتمت الندوة بأبيات رثاء على سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين أرواحنا فداه, بصوت الخطيب فضيلة الشيخ محمد علي العبدالعال.
أما ورقة سماحة الشيخ عبدالغني عباس فقد تناول فيها خصائص الفقه عند السيد الشيرازي (أعلى الله مقامه)
وقد تحدث عن رؤية السيد في الصميم ضمن النقاط التالية:
1-  فقاهة النص ضمن الأنظار العرفية. ففي حين أصبحت المداقة العقلية هي السبيل لفهم الموقف الشرعي و دخلت القواعد العقلية و تأثيرات علم الكلام و الفلسفة في عملية الاستنباط , استند السيد الشيرازي على النظر العرفي المحكم و عاد إلى نقاوة النص دون التأثيرات الداخلة عليه.
2-  بين مسلك القطع ومسلك الظن بالصدور, اختار السيد الشيرازي مسلك الاستناد على مسلك الظن بالصدور لأن كثيراً من المسائل الفقهية لا توجد لها روايات صحيحة الإسناد. 
و أما عن الرؤية في الطريق فقد تحدث عن ثقافة السيد الشيرازي الفقهية و صفاته الشخصية:
1-  إبداع الفقيه.  فالسيد لا يتخلى عن النتيجة التي توصل إليها كرامة لقول المشهور, فصلاة المرأة في بيتها أفضل حسب مشهور الفقهاء ولكن السيد كان يرى أن صلاة المرأة في المسجد مستحبة لأن الأدلة مطلقة و تشمل المرأة.
2-  منهج تراكم الأدلة. البعض يعتمد على دليل واحد محكم و متين فإذا رددت عليه انهار البناء ولكن السيد الشيرازي يراكم الأدلة على بعضها فلو أشكل على دليل فإن الأدلة الأخرى تصمد.
3-  الإكثار من ذكر الأشباه و النظائر.  من المقاييس المثبتة لأعلمية الفقيه كثرة النظر إلى الأشباه و النظائر أي التفريعات, إما بحكمة أو علة منصوصة و ليس على طريقة القياس المحرم.
4-  السعي إلى تأصيل العلوم و الثقافة بصورة فقهية.  أن يجعل علم الاقتصاد و الاجتماع و السياسة علوماً إسلامية. وقد فتح أبواباً غير معهودة من الفقه كفقه المرور و البيئة و السياسة.
وقد اختتم سماحته الحديث بقصة عام 1990 حيث كان في شهر رمضان مع الإمام الشيرازي (أعلى الله مقامه) و طرح عليه رغبته في تأليف كتاب حول معالم مدرسته الفقهية و طلب منه جلسة خاصة لمدة ثلاث ساعات يساله فيها عن جملة من المسائل فقال له السيد الشيرازي: اقرأ الموسوعة الفقهية ثم أحاله على ابنه المرحوم آية الله السيد محمد رضا ( أعلى الله درجاته) و أضاف أنه كان يرغب أن يسمع من لسان الأب و قد مرت الأيام دون تحقيق ذلك و انتهى الأمر على كل حال.