تطوير الذات بين المصطلح والممارسة

كثيراً ما نسمع هذه الأيام بمصطلح التنمية البشرية وتطوير الذات وقد أنشأت لذلك بعض المعاهد وتخصص من تخصص فيها ودوّنت فيها الكتب وأقيمت من أجلها الدورات والأمسيات وغير ذلك مما يخصها.

وقد أختلف في تعريف تطوير الذات كما أختلف في تاريخ هذا المصطلح، فقد قيل في التعريف بشكل عام هو «اكتساب مهارات جديدة وتطوير ما لديك من قدرات ومهارات سواء كانت على الصعيد النفسي أو المالي أو قدراتك العملية المختلفة في مهنتك وفي مجال تخصصك».

ولا نريد الإطالة كثيراً في التعريف بالمصطلح ورجاله وإنما نأخذ نبذة يسيرة عن مشاهيره «تطوير الذات» كما في التعريف فممّن عرفوا في التنمية البشرية وتطوير الذات: -

الدكتور إبراهيم الفقي «1950م - 2012م» فهو خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، يقول موقع المرسال على شبكة الانترنت أنه درّب أكثر من 700 ألف شخصاً في محاضراته حول العالم بثلاث لغات الانجليزية والفرنسية والعربية.

وكذلك سلطان العصيمي سعودي وهو أيضاً معروف في التنمية البشرية وتطوير الذات.

ومنهم الكويتي الشهير الدكتور طارق السويدان وهو من روّاد التنمية البشرية.

وأخيراً أحمد قدوس مدرب تنمية بشرية وتطوير ذات وكما قيل أنه يعتبر الأب الروحي لإبراهيم الفقي.

وفي الحقيقة لم أقع على تاريخ دقيق في انطلاق هذا العلم والمصطلح على الرغم من توفر بعض الكتيبات في مكتبتي المتواضعة والبحث في الانترنت عن طريق «العلاّمة قوقل» وإن كان البعض يذهب إلى أن المسلمين الأوائل كانوا قد شرعوا في استخدام تطوير الذات بغير اسمه الحالي واستخدموه بما يعرف بـ «الهمة» آنذاك وإن للقرآن الكريم استخدامات في هذا السياق من قبيل قوله تعالى «طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى» ففي القرآن محاربة الشقاء والجور والظلم وهنا يكمن تطوير الذات والسمو بها نحو الكمال الإنساني، وقوله تعالى «ألا بذكر الله تطمئن القلوب» وقوله سبحانه «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله»، ففي الآية حث على عدم اليأس والقنوط وفي هذا دافع نحو الصبر لنكون أشد وأقوى في كل جوانب القوة الذاتية الفكرية والعلمية والنفسية.. الخ.

وبلاشك على مدرب تطوير الذات أن يكون من أوائل من يستفيد ويطبق ويمارس ذلك وأن لايكون مجرد آمر فقط وهو بعيد كل البعد من ذلك وعنه.

يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم

وإذا أردت أن أفيد وأنصح أحداً فلأبدأ بنفسي فأقومها أولاً، فإذا أردت أن أطور ذاتي في جانب الحوار مثلاً يجب أن أكون بعيداً عن التشنج وعن العصبية والغضب حتى يقبل مني الطرف الآخر وإن لا يكون همي الغلبة والتمكن منه وإنما همي إثبات الحقيقة وأن أصل إليها باقتدار فمن هنا أكون مستحق أن أؤدي رسالة تُجنى ثمارها من خلال تطوير الذات وتمكين الآخرين منه على أكمل وجه.