متى نُكرّم شريكنا الإنسان؟

 

بداية يقولون: «مدح الرجل في وجهه/ أمامه مذمة»!

ولا أعلم ما مدى صحة هذا المثل الدارج؛ ومتى قيل؛ ولأي الأمور يُقال؛ ومتى يحق لنا المدح؛ أفي حياته؛ أو بعد مماته؟!

نعم، خطابي هذا لأنفسنا بهذه النقاط، ومن ثم نُعرج على الشخصية الأُخرى، والتي تستحق منا التكريم والإشادة؛ وهو ممن يعملون خلف كواليس الصدق والصفاء:

ــ متى نُكرم من يستحق التكريم؟

ــ هل يُرتجى من التكريم مصلحة مُستقبلية؟

ــ أين الإنسان من نظيره الإنسان؟

ــ متى نقول للمُحسن أحسنت؟

ــ ما مدى صحة هذا القول: «في المقابر يكرّم المبدعون»؟

ــ هل التكريم إضافة للمُكرِم أم خسارة وإلزام بالأفضلية والتقديم للمُكَرَم والعكس؟

ــ على ماذا تعتمد الأفضلية؛ هل بالعطاء، أو في الظواهر الصوتية، والزخارف «البانورامية»، والجوانب المادية؟

ــ لماذا نمتدح المبدع الميت، ونخاف الاقتراب، أو نثبط المبدع الحي؟

ــ هل يعتمد التكريم على المصالح الذاتية بمعنى: «امدحنى وأمدحك مثلاً»؟

ــ إذا ما كانت الحقيقة ظاهرة، والمُخرجات باهرة، فعلى ماذا يعتمد هذا بتكريم ذاك؛ ألعدم معرفته الحقيقية؛ بكتابة المقالات المُطولة، وعنونة القصائد المُولولة، وكذا الخواطر المُعولة؟

ــ هل نحن ننتظر المنون يخطف أهل الاستحقاق حتى نقول في تأبينهم «الرثاء والمديح» عن حياتهم المغيبة وكأنها من الكرامات لاستحضارها وفعلها؛ ومن المادح والممدوح حينها وساعتها؟!

أجل، الأسئلة تطول وتطول، ولكن لملمتها، واختزلتها بهذا، ليعم سوادها بالتساؤل، ومفادها بالتقابل، وهل نستبيحها على أنفسنا؛ ومن سيحل محلنا يوماً ما؛ فالحياة رسالة؛ وما أجمل هذه الرسالة إذا كانت صادقة؟

على كل حالٍ، شخصيتنا في هذه الوقفة النابعة من القلب «للأب، والأخ، والصديق، والرفيق، والصاحب، والشريك»، والذي نذر نفسه لخدمة المنطقة وكذا وطننا الغالي عبر «موقع المطيرفي»، وذلك بتسخير جُل ماله وعياله ووقته لخدمة الأحساء قاطبة، بالمتابعة، والنشر، والتواجد، والمشاركة، والتغطية الإعلامية، والكتابة التقريرية، والتصوير، وكذلك التسجيل..

إنه تمر «المطيرفي»، وماء عين «الحويرات» أستاذنا القدير: عبد الله بن عبد المحسن الجاسم.

حيث عرفت هذا الرجل الكريم قبل عشر سنوات تقريباً، وأعتقد يزيد عن ذلك، أيام ما كانت المنتديات الثقافية في أوجها، وكان أول لقاء لي معه بدعوة شخصية كريمة منه لحضور جائزة الشيخ الأوحد الأحسائي الأولى ببلدة المطيرفي الهجرية.

حضرت الحفل، وكان في استقبالي بحرارة، وانتظاري بمدخل البلدة ناحية المواقف، وأيضاً الإشادة بي أمام عمدة البلدة الحاج: واصل البخيتان «رحمه الله»، والداعم الرسمي للتكريم، وبقية الأعضاء هناك؛ بالساحة الخلفية بالقرب من مسجد الزهراء.

فشكراً لك أيها الشهم الجليل، والعطاء الأصيل؛ فالمحافل تشهد لك، والمواقف تفخر بك لعطاياك الجزلة؛ دون تذمرٍ يذكر، أو دعمٍ يُبلور، أو قولٍ يُسيّر يا مفخرة الثقافة والأدب والجوانب الاجتماعية.