جريمة مروعة تهز القطيف وتفتح ملف العنف على مصراعيه

السماعيل يدعو إلى تفعيل دور الشرطة وخلق مشاريع للشباب

شبكة أم الحمام التوافق - حسين آل عباس

 

هزت جريمة قتل مروعة لأحد مواطني القطيف الشباب على يد أحد المراهقين المتهورين الرأي العام وفتحت ملف العنف المسلح الذي بات مشهداً مألوفا هذه الأيام بشكل لافت.

الفقيد الشاب شكري صالح الرضوان من بلدة أم الحمام 40 عاماً لفظ أنفاسه الأخيرة أمس الاثنين 18/01/1431هـ بعد نقله للمستشفى اثر تعرضه لطعنة سكين غادرة من أحد المراهقين المتهورين بعد محاولة المغدور إيقاف المراهق عن ممارسة التفحيط وسط الأحياء السكنية وتعريض الأهالي للخطر.

وكان الجاني بعد فعلته الشنيعة أصبح في حالة ارتباك للجريمة التي اقترفها وحاول إسعاف القتيل ونقله للمستشفى ولكن القضاء عاجل الفقيد

مصادر في مستشفى القطيف المركزي أفادت " لشبكة التوافق الإخبارية"  أن الفقيد فارق الحياة نتيجة نزيف حاد بعد تعرضه لطعنة استقرت في قلبه , وتحفظت الشرطة على جثة الفقيد للتحقيقات ولم يتم حتى نشر هذا الخبر دفن الفقيد .

 
العنف المسلح بات مشهداً يومياً

وقد شهدت محافظة القطيف في العقدين الآخرين ونتيجة للتحولات والمتغيرات الاجتماعية والثقافية أحداث عنف وقتل متكررة بشكل متصاعد كماً ونوعاً وفقدت القطيف أرواح شابة نتيجة للسلوكيات المنحرفة والتهور وانعدام المسؤولية وغياب الردع الحقيقي للتجاوزات المختلفة.

وسجلت خلال الأعوام الماضية قضايا قتل وسطو متعددة استخدم فيها أسلحة الرشاش والمسدسات والسواطير والسكاكين واطلاق الرصاص في مناسبات الأعراس وعنف الملاعب .

الباحث والكاتب حمزة الشاخوري الذي أكد غياب الإحصاءات والمعلومات الرسمية الدقيقة في هذا الإطار ذكر في دراسة أعدها قبل مدة أن أعمار الجناة الجانحين إلى العنف تتراوح بين الرابعة عشرة وحتى الثلاثين سنة تقريباً".

وأضاف "رغم تعدد واختلاف الدوافع والأسباب المباشرة لتلك الحوادث إلا أنها تلتقي جميعاً عند خط الهامشية والتفاهة، بحيث يُذهل المرء حين يربط بين السبب والنتيجة التي غالباً ما تكون مهولة وفاجعة وصادمة للوعي".

ورأى الشاخوري تفاوت جرائم العنف في قرى ومدن القطيف بحيث تشكل الحالات ظاهرة متفاقمة في مكان ما، بينما تظل في مكان آخر مجرد حوادث معدودة وموزعة على فترات زمنية متباعدة.

وحذر الشاخوري من أن المشكلة تفاقمت وباتت تشكل خطراً حقيقياً يحدق بالسلم والأمن الاجتماعي الداخلي لمجتمع القطيف، ما يستدعي مجابهته بجدية ووضوح بعيداً عن المجاملات. مؤكداً أن ما ظهر من الحالات لم يعد سلوك النعامة ينفع لإخفائه، فحتى لو دفنّا رؤوسنا في الرمال ستظل رائحة الدماء المسفوكة تنتشر في الأزقة والطرقات وتذكرنا بأن أحد أبنائنا قد قتل ابناً آخر!!

وتساءل الشاخوري عن ما اسماهم بـ "الشريك الخفي" والذين يروجون للسلاح في المحافظة والمسؤولين مسؤولية مباشرة بشكل واسع وخطير جداً وهو مابات يشكو منه الأهالي .

 
غياب رسمي والأهالي يعلقون الجرس

ناشطون اجتماعيون طالبوا بدور أكبر للجهات المعنية في التصدي لهذه الظاهرة معتبرين أن الدور الأهلي لوحده لايمكن أن يقلل من حجم المشكلة .

الناشط الاجتماعي الأستاذ عبد المجيد عبد العلي آل إسماعيل أحد منسقي في لجنة الإرشاد والتوعية الأهلية "لجنة المحبة"والتي نشطت في العام الماضي للتصدي للظواهر السلبية والسلوكيات المنحرفة أكد لـ "شبكة التوافق الإخبارية" أن السبب الرئيس لاستفحال الظواهر السلبية في محافظة القطيف هو غياب الردع الفاعل من قبل الشرطة والاكتفاء بالتعهدات الروتينية. و رأى أن الجهود الإرشادية الأهلية ليست بديلاً عن الأجهزة الرسمية المعنية بضبط الأمن في المحافظة .

و أضاف الأستاذ السماعيل أن "لجنة المحبة" التقت العام الماضي بنائب أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن جلوي وقدمت لسموه خطاباً يوضح حجم وأسباب المشكلة وغياب الدور الرادع لدى الشرطة . وقال السماعيل إننا لانزال ننتطر من الإمارة تشكيل لجنة للنظر في هذه المشكلة وتحديد الآليات الكفيلة بإيقاف مسلسل العنف الذي بات يهدد السلم الأهلي في المحافظة.

"لجنة المحبة " ... الحوار والمشاريع الشبابية هي خيارنا ..

واعتبر الأستاذ السماعيل أن مواجهة مشكلة العنف لدى الشباب يتطلب فتح قنوات الحوار معهم و إيجاد المشاريع التي تلبي احتياجاتهم ، مؤكداً أن اللجنة سعت منذ انطلاقها إلى التواصل مع الشباب وعدم الاكتفاء بالحملات التوعوية والإعلامية .

وتضمنت برامج اللجنة الالتقاء بالفعاليات واللجان الأهلية المختلفة و التواصل مع باعة الأشرطة والمفحطين وإرشادهم بالكلمة الطيبة وإجراء المحاضرات والندوات في مجالس الاحياء والتواصل مع خطباء المساجد وايقافهم على المشاكل الاجتماعية المختلفة .

وحول ترحيب المسؤولين والمواطنين بدور اللجنة ، قال السماعيل أن اللجنة لقيت دعماً معنوياً وتأييداً من محافظ القطيف شخصياً ومن مؤسسات وشخصيات المجتمع ومن كافة الشرائح المجتمعية .

و لفت الأستاذ السماعيل إلى ترحيب وتقدير الشباب المستهدفين أنفسهم لعمل اللجنة مؤكداً أن الشباب هم ضحية الظروف الضاغطة التي يعيشونها . و اعتبر السماعيل أن مسمى اللجنة "لجنة المحبة" عزز قيمة المحبة والحوار والتعاطي بالكلمة الطيبة لدى العاملين فيها وهو ما أسهم في قبولها اجتماعياً بشكل كبير.

وعن المشاريع والبرامج المستقبلية التي تسعى اللجنة لتنفيذها ذكر الأستاذ السماعيل أن فئة الأطفال هم ضحايا أيضاً للعنف من خلال الأفلام والعاب الفيديو والمشاهد اليومية التي يتعرضون لها . وقد رأت اللجنة ضرورة مخاطبة الأطفال في رياض الأطفال والمدارس وعقد الورش والندوات الخاصة بذلك.

وأسهمت حملة لجنة المحبة الأولى للعام 1430هـ "القطيف طاهرة" والتي استهدفت بشكل خاص بائعي الأفلام الإباحية ومشكلة السطو المسلح وسائقي الدبابات والمفحطين في تسليط الضوء على المشكلة إلاَّ أن النتائج حسبما يبدو لم تجد تفاعلاً اجتماعياً يتناسب مع حجم المشكلة .

كما أطلقت اللجنة حملتها الثانية للعام 1431هـ في مدن وقرى القطيف وشرعت بتوزيع أكثر من 30 ألف بروشور توعوي ، وتعليق 80 بنرا في أرجاء المحافظة .