الثقافة المجتمع من خلال الازمات «فيروس كورونا»

لم يعد ممكنًا تجاهل الأخبار المتعلّقة بفيروس ”كورونا“ المستجدّ الذي تسبّب مؤخرًا في مرض «كوفيد - 19 المُعدي»؛

فبعد تفشي هذا الفيروس السريع قامت وزارة الصحة والجهات المعنيَّة بجهود حثيثة وسريعة لاحتواء مخاطر تفشِي فيروس كورونا؛ في ظلِّ ما يشهده العالم من انتشارٍ واسعٍ وسريعٍ لهذا الفيروس منذ أن ظهر لأول مرة في الصين، قبل نحو ما يزيد على شهرين.

وهذه الجهود المقدَّرة تعكس مدى الاستعداد المُسبق الذي كانت عليه الجهات المعنية، ومستوى التنسيق المطلوب للتقليل من عدد الحالات المحتمل إصابتها بهذا المرض، وقد تجلَّى ذلك من خلال إجراءات الحجر الصحي، الذي فرضته وزارة الصحة على الحالات المشتبَه بإصابتها، أو تلك التي خالطتْ حالات تأكَّد إصابتها بالمرض والذي قدمت من الدول الموبوءة

لكن في المُقابل، يبقى الجزءُ الأكبر والمهم لإنجاح هذه الجهود، تكاتُف الأفراد في المجتمع مع مؤسسات الدولة؛ من خلال التزام الحالات الموجبة أو السالبة الخاضِعة للحجر الصحي بإجراءات هذا الحجر، وعدم مُخالطة الآخرين دون أخذ الإجراءات الاحترازية، فضلًا عن عدم الذهاب إلى دُور العبادة، أو المؤسَّسات التعليمية، أو المتاجر والأسواق. ومِثل هذه الإجراءات مُتَّبعة عالميًّا؛ لذا فإنَّ من المسؤولية الوطنية من جميع الأفراد - مواطنين ومقيمين - الالتزام الشديد بإجراءات الحجر وهو اجراء مؤقت.

إن تضافر الجهود هو السبيل الامثل والحل الناجح لمحاصرة هذا الفيروس والقضاء عليه وهذا لا يتم الا بوعي المجتمع وثقافته حيال مثل هذه الامراض. وبلادنا والله الحمد قادرة على الحد من انتشاره.

فقد قامت الحكومة ممثلة بوزارة الصحة والتعاون مع الجهات الامنية بعزل القطيف كإجراء احترازي مؤقت مدته 14 يوماً من اجل الحفاظ على سلامة الجميع واحتوائه. ان هذا الفيروس الوبائي الذي انتشرت شرارته من الصين يكتسح العالم باسره ويخيف الملايين من البشر.

لذى اهتم المسؤولين في رفع درجة الاستعدادات القصوى واقدمت على إجراءات احترازية،

من ضمنها تعليق الدارسة وعزل المنطقة كأجراء وقائي مؤقت الحد من انتشاره.

وفي هذه السطور، أود أن أسلط الضوء على بعض النقاط المهمة التي حدثت اثناء اتخاذ إجراءات الحجر من البعض.

فبعد قرار عزل القطيف وتعليق الدراسة وتفعيل الإجراءات الاحترازية ظهرت لنا اصناف من البشر لا يبدوا على وجهها الوعي والثقافة وكيفية ا لتعامل مع مصطلح احتراز مؤقت. من خلال ما أطلعت عليه عبر قنوات التواصل الاجتماعي من صور وتعليقات حول انتشار وازدحام هائل من الناس على مراكز التموين وكأن حربا قادمة او مجاعة حلت علينا، غير ذلك من الشائعات والنكت والتعليقات الفارغة التي تنبه عن عدم وعي مجتمعي لمثل هذه الظروف.

والتي تتطلب منا كأفراد في هذا المجتمع ان نتحلى بالصبر على البلاء والدعاء وتوعية انفسنا واسرنا في كيفية التعامل مع هذا الظرف المؤقت ونجعله لنا درسا في حياتنا اليومية في تثقيف انفسنا واخذ الحيطة والحذر من أي امراض او فيروسات قاتله مستقبلاً؛ بأن نتعاون مع بعض نعتني بنظافة انفسنا وعدم اهمال غسل اليدين او لمس الاشياء التي تنقل الامراض وتجاهل اضرارها علينا وعلى من حولنا. نجلس مع اسرنا نثقف اطفالنا الذين هم من يتجاهلون هذه الحقائق.

التثقيف الاعلامي مطلوب ولكن بشكل حضاري وارشادات توعوية بعيدة عن التوهيل والمبالغة وتتبع الشائعات بغرض المسخرة او التجاهل من اهمية هذا الوباء العالمي الذي اصبح حقيقة لا مفر منها. بحسب تصريح منظمة الصحة العالمية.

ونحن الان في حجر صحي واجازة اسبوعين يجب ان نراجع انفسنا وان نستعرض محافظنا الصحية والعلمية والثقافية ولا شك ان قنوات التواصل الاجتماعي في هذه الايام تنتشر فيها هذه الحادثة الصحية فيجب علينا أن نعزز من ثقافتنا المعتدلة ونطلع على ما ينشر من مصادر مؤكدة حول هذا المرض ويملي علينا المنطق أن نرفع درجة ثقافتنا الفردية في هذا الجانب لكي نفهم آلية عمل الجسم على الأقل، ونعرف كيف يمكن لنا أن نتجنب الإصابة بمثل هذه الفيروسات والامراض القاتلة.

حيث هناك وجود فجوة معرفية بين ما تنشره وسائل الإعلام كتوعية صحية لنا، وبين ما نمارسه من طقوس صحية في حياتنا العلمية والعملية اليومية. وهذا يتطلب وعي وثقافة صحية لمعرفة خطورة هذه الفيروسات، والتخطيط للسناريوهات المتوقعة والجاهزية لها: هل لدينا ما يكفي من الالمام بمختلف السيناريوهات المحتملة التي قد تتحقق مع تفشّي هذا الفيروس، وهل لدينا خطة جاهزة للتعامل معها؟

تعليق العمل في المدارس والجامعات ورياض الأطفال، لبعض الوقت، وهو ما يشكل تحدي كبير للعائلات التي قد تواجه صعوبات بسبب تغير نظام حياتها المعتاد أو في كيفية التعامل مع التغيّرات الجديدة الطارئة. وعلى الشركات والمؤسسات أن تتفهم مدى تأثر موظفيها في المناطق التي حدث فيها هذا الأمر بالفعل أو المناطق التي تستعد لاحتمالية حدوثه. ويشمل ذلك مساعدة الآباء والأمهات على إيجاد جو ثقافي اسري جميل.

وفي الختام هناك رسائل شكر وعرفان للجهات التالية.

وزارة الصحة.

نقدر الجهود المبذولة من وزارة الصحة والجهات المعنية لمكافحة انتشار هذا الفيروس. كما نقدر جهود أفراد المجتمع الذين استجابوا لتعليمات السلامة من خلال تعليق المناسبات الدينية كأجراء احترازي مؤقت من اجل سلامة الجميع.

وزارة التعليم.

كما نقدم الشكر الجزيل لمنصات التعليم في الوزارة حيث فتحت منصات تعليمية الكترونية تسهل على الطلبة والطالبات المواد التي سوف تتراكم عليهم من خلال هذا التعليق المؤقت.

بعد تعليق العمل في المدارس والجامعات ورياض الأطفال، لبعض الوقت، وهو ما يشكل تحدي كبير للعائلات التي قد تواجه صعوبات بسبب تغير نظام حياتها المعتاد أو في كيفية التعامل مع التغيّرات الجديدة الطارئة. وعلى الشركات والمؤسسات أن تتفهم مدى تأثر موظفيها في المناطق التي حدث فيها هذا الأمر بالفعل أو المناطق التي تستعد لاحتمالية حدوثه. ويشمل ذلك مساعدة الآباء والأمهات على إيجاد جو ثقافي اسري جميل.

طاقم مستشفى القطيف المركزي:

يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى طاقم مستشفى القطيف المركزي لما يقدمونه من خدمات طبية لجميع المرضى من المواطنين بكل حب واخلاص وتفان رغم ارتباطاتهم الاسرية، والشكر الخاص موصول إلى قسم الطوارئ والطاقم الطبي والموظفين.

وهؤلاء يستحقون كل الشكر والتقدير لما يقدمونه من خدمات طبية ورعاية للجميع وتقديم كل الاحتياجات الضرورية بكل إخلاص وتفانٍ والابتسامة لا تفارقهم طوال الوقت لتوفير الراحة لكل المرضى رغم صعوبة المهمة الا انهم اثبتوا انهم على قدراً من المسؤولية كعادتهم

وبالفعل نفتخر بهم وبهذه الجهود ونحن نعيش هذه المحنة.

يبقى في الأخير أن الذعر الذي قد تسببه وسائل الإعلام وأدوات التواصل عبر الإنترنت يجب ألا ينال منا، فلطالما عاش البشر مع الفيروسات دوماً منذ بداية الحياة على الأرض. ولنثق في العلم وقدرة البشر على تطوير ما يقيهم مخاطر الطبيعة للقضاء على هذا الوباء.

حفظكم الله وراعكم من كل سوء وحفظ بلادنا العزيزة وجميع اقطار العالم من هذا البلاء..

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية