رفيق! بكم كيلو سمك.. رسالة لأصحاب القرار

حلمت البارحة حلما جميلا ولا أروع، وكأني ذهبت إلى سوق السمك بالدمام، وبمجرد أن وصلت مواقف السوق شاهدت العجب العجاب! كل مواطن يخرج من السوق وفي وجهه ابتسامة تملأ محياه.. غريبة ماذا يحدث، قلت سوف أتأكد بنفسي، فاستوقفت شابا سعوديا وسألته، لماذا أنتم مبتسمون؟ فأجابني بالعامية بسؤال «مادريت» قلت، ماذا حدث؟ فقال طبقوا السعودة بأسواق السمك بالدمام والقطيف والجبيل، والآن بكل محل سعودي، وهذا هو السبب. بصراحة فرحت، فإذا بمواطن كبير مغادراً السوق يتحدث مع نفسه، فاقتربت منه فسمعته يقول «الحمد لله، أخيراً توظفوا عيالنا». في الأثناء صحوت من الحلم الجميل.

أخبرت زوجتي، إني أريد غداء اليوم سمكا طازجا، وإني ذاهب إلى السوق، فتوجهت بسيارتي مستعجلا وكلي لهفة لرؤية السعودة بسوق السمك، وربما تحقق الحلم، حتى وصلت مواقف السيارات بسوق الخضار، ورأيت ما هو متوقع! كل من يخرج عبوس الوجه، وسمعت أحد المارة يتحلطم مع نفسه «حرام عليكم، لماذا هذا الغلاء، أين الحكومة عن الهنود»، فدخلت السوق على وجل، وإذا بي أجدني وسط سوق كيرلا بالدمام، الجالية الهندية تبيع وتشتري، وعلى السعودة السلام! والأسعار غالية جدا وموحدة بينهم، فسألت عربيا يتسوق عن رأيه بالسوق فقال، «الهنود لاعبين بالسوق يا أخي وعاملين لوبي، وأنتم السعوديين نايمين بالعسل، روح بلدنا إذا حصلت هندي».

كان بكل محل ثلاثة على الأقل من العمالة الهندية أو يزيد، ويعلم الله أني أحب الشعب الهندي، لكن أولاد وطني أولى بالملايين التي ترسل أسبوعيا إلى بلادهم. الخلاصة دخلت أحد المحلات، ولم يكن معي مبلغ نقدي، فقط بطاقة الصراف، وسألت البائع هؤلاء العمال إخوتك؟ فقال لا، إنهم أصدقائي، لكن عندي أخ يعمل بسوق حراج السمك الكبير بمدراس القطيف، وزوج أختي بسوق بانجلور بالجبيل، فطأطأت رأسي وسألته مكرهاً: رفيق! بكم كيلو السمك؟ ورفعت له البطاقة، فأجابني: بابا إذا ما عندك فلوس سعودي كاش عادي جيب روبية هندي.

روائي وباحث اجتماعي