الوصايا السبع

في تاريخ البشر، القديم والحديث، لا توجد مهنة أسهل من إسداء النصح وكتابة الوصايا، لا توجد على الإطلاق، فالأمر لا يحتاج للكثير من العلم والمعرفة والخبرة، لا يحتاج لكل ذلك، ولكن إلى شيء من الجرأة والتباهي والاستعراض.

مقدمة بسيطة كهذه، قد تكون مناسبة - وقد لا تكون - لفكرة وهدف هذا ”المقال الوعظي“ الذي سيُحاول أن يُقدم سبعاً من الوصايا الضرورية التي يحتاجها كل واحد منا:

الوصية الأولى: ”كن أنت“، كما أنت، ودع كل تلك المحاولات البائسة بغية أن تُشبه أحدهم أو تتجمل لتُعجب الآخرين. كن أنت، وأنت فقط، فأنت هكذا أجمل وأروع.

الوصية الثانية: ”لا تُصدق ما تراه“، فضلاً عما تقرؤه أو تسمعه. بفكرك ووعيك، اصنع لك ”فلتراً“ حساساً أو مجساً دقيقاً لفوز وغربلة الأفكار والآراء، ولا تُرهن عقلك وفكرك للآخرين.

الوصية الثالثة: ”لا تكن مثالياً أكثر من اللازم“، فأنت قد تُخطئ وقد تُصيب، تلك هي طبيعة البشر. نعم، القيم والمثل والمبادئ الجميلة تستحق أن نتحلى بها، ولكن المثالية المفرطة عبء ثقيل.

الوصية الرابعة: ”حوّل أحلامك إلى واقع“ وحرر طموحاتك من سجن التردد والتسويف والخوف. فالأحلام، تبدأ بأفكار وطموحات بسيطة وساذجة، ولكنها سرعان ما تُعانق السماء، خاصة حينما تتحوّل إلى مشروعات حقيقية.

الوصية الخامسة: ”حب ذاتك“ وامنحها التقدير الذي تستحقه، فضياع ذواتنا وانصهار شخصياتنا في زحمة الاهتمام والانشغال بالآخرين، مهما كانوا، أمر يستحق المراجعة، بل التوقف.

الوصية السادسة: ”تحمّل قراراتك“، مهما كانت نتائجها وآثارها، فهي خياراتك التي تستحق أن تكون مسؤولاً عنها بكل شجاعة وجرأة، بدل أن تصطنع الأعذار أو توجه بوصلة الاتهام للآخرين.

الوصية السابعة: ”اختبر وعيك“ وراقب منسوب رؤيتك للأفكار والأحداث والمواقف، وليكن وعيك المجرد من الضغوط والإملاءات هو دليلك الأمين في دروب الحقيقة، مهما كانت تلك الحقيقة.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني