التمور السعودية.. ماركة عالمية

يُعتبر قطاع التمور في المملكة، أحد أهم وأضخم القطاعات الوطنية التي تشهد تطوراً ملحوظاً بشكل يؤهله لأن يحتل مركزاً متقدماً في قائمة أكثر القطاعات الوطنية نمواً في الداخل وتصديراً للخارج، فمنذ إطلاق «رؤية المملكة 2030» وبرامج التحول الوطني، تحققت الكثير من النجاحات والقفزات النوعية والكمية في أغلب المجالات والقطاعات، ولم تركز هذه الرؤية الطموحة على الصناعات المحلية فقط، رغم أهمية وضرورة ذلك، ولكنها استهدفت وبشكل واضح وذكي تسويق وتصدير المنتجات والصناعات الوطنية للخارج، كل ذلك وفق أهداف واستراتيجيات كبرى لزيادة القوة الاقتصادية الوطنية محلياً وعالمياً وللحصول على تنوع الدخل المنشود ولصنع «ماركات سعودية» تحظى بإعجاب وثقة الأسواق العالمية.

وقد أكد المركز الوطني للنخيل والتمور - وهو الجهة المعنية والمتخصصة بصناعة وتطوير قطاع التمور في المملكة -، بأن صادرات المملكة من التمور قد سجلت في هذا العام أعلى ارتفاع في تاريخها، وتحتل المملكة المرتبة الثانية على مستوى العالم في إنتاج التمور بنسبة تتجاوز ال 22 % من إجمالي الإنتاج العالمي، حيث تنتج أكثر من مليون ونصف المليون طن من التمور سنوياً وذلك من حجم الإنتاج العالمي للتمور الذي يتجاوز ال 9 ملايين طن سنوياً، كما يبلغ حجم ما تصدره المملكة من التمور سنوياً 215 ألف طن لأكثر من 107 دول حول العالم بقيمة تتجاوز 927 مليون ريال وذلك من الحجم الإجمالي العالمي من صادرات التمور الذي تبلغ قيمته 7,6 مليارات ريال، ويبلغ عدد النخيل في المملكة أكثر من 33 مليون نخلة بنسبة 27,5 % من إجمالي عدد النخيل في العالم والذي يبلغ 120 مليون نخلة.

ولا يمكن الكتابة أو الحديث عن التطور الكبير الذي يشهده قطاع التمور في المملكة دون التوقف عند مهرجان بريدة للتمور الذي يُعدّ واحداً من أهم وأضخم الكرنفالات الوطنية التي تُسهم في صناعة وتنمية الاقتصاد الوطني. فمنذ 21 عاماً، وهذا المهرجان الوطني الرائع يواصل حصد النجاحات والإنجازات المبهرة، فهو العنوان الباذخ لأكبر سوق تمور في العالم والذي تتجاوز مبيعاته اليومية أكثر من 12 مليون ريال ويُمثل ما نسبته 40 % من الحجم الإجمالي لمبيعات التمور في منطقة القصيم التي يوجد بها أكثر من 8 ملايين نخلة وتُنتج أكثر من 300 ألف طن سنوياً من التمور وهو ما يُعادل ثلث إنتاج المملكة بأكملها من هذا النفط الأصفر.

لم تستطع جائحة كورونا وللعام الثاني، أن توقف صوت الدلالين بلهجتهم القصيمية الجميلة فجر كل يوم ولمدة 75 يوماً في هذا المهرجان الوطني الرائع الذي تحوّل إلى ساحة كبرى وفضاء واسع للكثير من الفعاليات والمبادرات أهمها المؤتمر الدولي للتمور في نسخته الثانية بمشاركة العديد من الباحثين والمتخصصين في قطاع التمور من مختلف دول العالم.

مهرجان بريدة للتمور لم يُحقق هذا النجاح الكبير، إلا بتعاون كل الجهات والمؤسسات المعنية بقطاع التمور، وتكاتف المجتمع القصيمي الذي يعشق النجاح والتحدي، وإخلاص وتفاني الفريق الرائع الذي يُشرف على هذا المهرجان الوطني الكبير بقيادة الدكتور خالد النقيدان المدير التنفيذي لمهرجان بريدة للتمور، ولكن السر الأكبر في نجاح هذا المهرجان وكل المهرجانات والمبادرات في القصيم هو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة القصيم الذي يُعدّ أيقونة في التشجيع والتحفيز وعشق التحدي والنجاح.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني