السعودية هي القمة

يبدو أن أصداء القمة السعودية الأميركية وما تضمنتها من مشاركات خليجية وعربية في ”قمة جدة للأمن والتنمية“، مازالت تتردد وتتموج في كل العالم. لقد شهدت هذه القمة الاستثنائية الكبرى حراكاً سياسياً واقتصادياً كبيراً، ليس على صعيد المنطقة العربية، بل على الصعيد الدولي، فقد كانت مزدحمة بالملفات الساخنة والمهمة، لعلّ أهمها: أمن الطاقة ومناطق الصراع الملتهبة في العالم والملف النووي الإيراني وآثار وتداعيات الحرب الروسية - الأوكرانية، إضافة إلى العديد من المشاركات والتحالفات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن.

لا حديث لوسائل الإعلام العالمية، إلا عن القمة السعودية الأميركية التي اُختتمت فعالياتها قبل عدة أيام، ورغم كل الأحداث والمستجدات الكبرى التي تحدث في قارات العالم، إلا أن ”جدة“ استحوذت على كل الاهتمام والأضواء، فالمملكة العربية السعودية بما تملكه من مكانة وتاريخ وتأثير، كانت ومازالت وستبقى قبلة العالم والبوصلة الثابتة، تلك هي الحقيقة التي يثبتها الزمن وتوثقها المواقف كل تلك العقود الطويلة.

والكتابة عن قيمة وثقل المملكة في المشهدين الإقليمي والعالمي، لا يمكن اختزالها في هذه القمة الكبرى، رغم أهمية أهدافها وظرفها التاريخي أو حتى كونها الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس الأميركي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط، فهذه القمة التاريخية أكثر عمقاً وتأثيراً في واقع ومصير العالم السياسي والاقتصادي.

لقد أثبتت المملكة عبر تاريخها الطويل ومسيرتها الفريدة، بأنها ثابتة في مواقفها المحقة ورؤيتها الثاقبة، والتاريخ البعيد والقريب يشهد بذلك. لقد استطاعت المملكة تجاوز الكثير من الأحداث والمواقف الكبرى خلال العقود الطويلة الماضية، فهي تتمتع بقيادة حكيمة وريادة مميزة، على كافة الصعد والمستويات.

المملكة الآن، بل منذ عقود طويلة، تصنع حكايتها المتفردة التي تُميزها عن كل الأمم، وتصنع مستقبلها المشرق بفضل قيادتها الرشيدة وشعبها الوفي، متجاوزة كل الضغوطات والتحديات، بل ومتفوقة في كل المجالات والمستويات.

المملكة بما تملك من كنوز وثروات، بشرية ومادية، إسلامية وتاريخية، سياسية واقتصادية، أصبحت العنوان/الوجهة الأبرز لكل العالم، بل وأصبحت هي مركز القرار الدولي.

كاتب مهتم بالشأن السياسي والاجتماعي والوطني