لقد كرموا دعاة التكفير!

ميثم محمد الجشي

كلنا قرأ المقال الذي نشرته شبكة راصد للكاتب "عبد الله العبد القادر" والذي تحدث فيه عن قيام عدة أشخاص بتكريم بعض القضاة السابقين بالمحكمة الكبرى بالقطيف، وهو حدث يستحق التأمل والتفكير في مدلولاته وانعكاساته على الوضع الاجتماعي العام. وفي الحقيقة، لست متأكدا من الأسماء التي قامت بهذا التكريم، وإلا لأشرت إليهم بالاسم، ولكني لست متأكدا إلا من حدوث هذا التكريم.

تضمن التكريم كما أشار كاتب المقال أعلاه قاضيين من القضاة السابقين بمحكمة القطيف الكبرى، وفي الحقيقة، لم يكن لهذين القاضيين أي سابقة فضل أو خير على مدينة القطيف وأهاليها، ولكن على العكس، أحدهم، وكما أشار العبدالقادر، هو الذي حكم ظلما وجورا على أحد المواطنين وهو الشهيد صادق مال الله بالإعدام، في قضية مبهمة المعالم، والثاني مارس عمله بتعسف ضد أهالي المنطقة فقط لأنهم شيعة، ولم يألوا أي جهد في نشر الأفكار التكفيرية للشيعة في عقر دار الشيعة في السعودية وهي القطيف. القضية هنا لها انعكاسات أكبر و أخطر على القطيف وأهالي القطيف ووجهاء القطيف.

أولاً: الأسماء التي تم تداولها على أنها قامت بالتكريم لا تمثل إلا أنفسها المريضة، وليس لها علاقة لا بالوجاهة ولا هي مرتبطة بالناس وآلامهم.

ثانياً: يجب على وجوه القوم من ناشطين اجتماعيين، و رجال دين، ووجهاء أن يدينوا هذا التكريم ويستنكروه، وإلا سيكونون في نفس الخندق مع هؤلاء. إن الوجاهة أو المكانة الاجتماعية المرموقة التي اكتسبها البعض هي نتيجة لحب وتقدير الناس لهم، و إذا لم يجد الناس هؤلاء يقفون لمثل هذه التصرفات بالمرصاد، فإن الناس ستفقد ثقتها بهؤلاء.

ثالثاً: هذا التكريم لن يزيدنا إلا ضعفا وهوانا، فالذي يُقّبِل يد جلاده ما هو إلا جثه عفنة لا تستحق حتى الدفن. فعندما تقوم الدولة بنقل قاض نقلا تأديبياً لارتكابه خطأً فظيعاً بحق مجموعة من الناس، ثم ينبري بعضا من هذه المجموعة من الناس بتكريم هذا القاضي، في سابقة قد تكون الأولى عالمياً، فبالأحرى أن القائمين على التكريم لا يتمتعون بأي حس حقوقي أو اجتماعي، وبالأحرى بالناس أيضا أن يروهم رفضهم لهذا التصرف الأحمق.

رابعاً: نحن لسنا دعاة قطيعة أو طائفية، ولقد كرمت القطيف شخصيات سنية أرفع وأرقى ممن كرمهم هؤلاء بألف مرة، وهناك شخصيات سلفية من دعاة التعايش الوطني هم أولى بهذا التكريم من هؤلاء.

خامساً: إن دل هذا التكريم على شيء، فإنه يدل على ارتباطات غير شفافة مع من كرم ومن كُرِم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
المجدد
[ ام الحمام - القطيف ]: 2 / 6 / 2010م - 9:11 م
شكرآ اخي الموالي على هدا المقال الرائع فلقد تكلمت بما يختلجه كل قطيفي في قلبه فلقد وضعت اليد على الجرح 000