أين المواطن ؟؟؟

زكية العبكري

قرأت في أحدى المنتديات موضوع , بعنوان أين المواطن؟

وكلماته تحمل أسئلة غريبة , ويتساءل كاتب الموضوع عن دور المواطن في بناء مجتمعه ؟

وأين موقعه من العمل ؟

 وتوطين الوظائف ؟

 أو بمعنى آخر تجنيس العمل ؟

وحروفه تحمل معاني  الحسرة والألم على المواطن الحاضر الغائب !!!

الحاضر بالجسد والغائب بالروح .

 وذلك عندما أخذتهُ أقدامه إلى سوق العمل ونظرت عيناه إلى القادم من بعيد , وكيف أحكمة قبضة يداهُ على كل وظيفة .

ويترسم القادم من البعيد في كل مهنة , في البناء والتعمير وتوابعها , و التجارة بأنواعها , والصيانة ومشتقاتها.

 وكل ثغرة في العمل , فالقادم من البعيد يسد هذه الثغرات .

لِهمش دور المواطن في سوق العمل .

وختم المقال بما بدأ به .

أين المواطن ؟؟؟

وساعدتني أقدامي في البحث عن إجابة لسؤال الكاتب .

ولكن في منطقة أخرى .

رأى بصري المواطن , ونشرح صدري لحضور المواطن , وثقافته العالية المتسابقة مع شهاداته .

وأقضي بعض الوقت مع المواطن ,  ويتفتح مدارك عقل , كما تفتحت نوافير دموعي , وتلهب النار صدري لتذيب كبدي .

وتتضاعف الحسرات والزفرات , ويتعمق الجرح لا بل الجراحات , لتنزف لا يوجد وظائف ؟

ثقافته وشهاداته العالية لم تشفع له .

ليجلس لساعات متأخرة يتأمل بعينه في شهادة التخرج , والعين الأخرى أمام الحاسوب .

ليفني الليل قبل أن يفنيه الفراغ .

 ليقتل الوقت قبل أن يقضي عليه الهم والحزن .

ومع ساعات الصباح الأولى .

يحمل أوراقه بيديه , وتسير أقدامه نحو أبواب الرزق والعمل .

ويرسم على وجهه الإبتسامة , ويمني نفسه ويوعدها بالعمل .

وتصعقه الكلمة قبل أن يكمل وعوده لنفسه .

لا يوجد وظائف ؟