«شدت القافلة» طقس مسرحي للجفاف والحب

شبكة أم الحمام الدمام: اعلام الجمعية
الندوة التطبيقية بإدارة مسبح المسبح والمخرج علي آل غزوي والممثل عبدالمحسن النمر
الندوة التطبيقية بإدارة مسبح المسبح والمخرج علي آل غزوي والممثل عبدالمحسن النمر

 

في طقس للألم المعاناة حاول المخرج ان يكسر حدته بالغناء والفكاهة وباستدعاء الفولكلور والعادات والتقاليد وتوظيفها في إطار العرض الذي اتكأ على نص مسرحي حمل العديد من الصراعات النفسية والاجتماعية.. فثمة صراع بين الإنسان والطبيعة الذي تسيد فيه الجدب والجفاف وصراع بين البقاء والرحيل وصراع الوصل والهجر بين العاشق والحبيبة، خلال عرض جمعية الثقافة والفنون في الطائف، حول العمل المسرحي"شدت القافله"، خلال مهرجان مسرح الدمام للعروض القصيرة، مساء امس الاول، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون الدمام.

الفضاء المسرحي بديكوراته البسيطة والفقيرة حمل سمة التقشف والجفاف وكان البشر "الممثلون" هم العنصر الأبرز على المسرح عبر تكويناتهم وحركاتهم وحواراتهم بإتكائهم التراث الغنائي كمعطى حواري وأيضا عبر تعدد الرغبات والصعوبات فهناك مريض العيون وهناك العاشق وهناك المهرج وهناك الجوعى وهناك الخائفون من الجدب والمتربصون.

وكان يمكن للمخرج ببعض الجهد رغم ما قدمه ان يعطى لإيقاع العرض فاعليه كان يمكن لها ان تعالج بطء الايقاع وهبوطه في بعض المشاهد.

وبشكل عام وفى إطار الإحتفال نستطيع القول أن ثمة جهد واضح ومحاولة كسر وهم المسرح وأداء جيد من الممثلين خاصة مهرج القبيلة.

ويقول المخرج زكريا مومني عن العرض: وقفنا بالأمس احتراماً لأطفال العرض واليوم نقف احتراماً بأبطال ومبدعو الغد الذين شدوا القافلة من مضارب "عرافي" المسرح بالطائف إلى شواطئ الإبداع بالشرقية ليقدموا لنا احتفالية مسرحية واضحة المعالم مقتضبة التفاصيل "إخراجيا" وكعادتهم يواصلون البحث بتجريب دون عبث وكم أثلج صدرونا هؤلاء الشباب الذين التحقوا بورشة الطائف.

ويتابع مومني: النص المسرحي مفتوح لقراءات مختلفة رغم وضوحه للوهلة الأولى وهنا تأتي القراءة الثانية للمخرج والتي بتصوري كان موفقا بقراءته وتقديمها بهذا الشكل المسرحي وإن كان بحاجة ماسة على ما يبدو إلى وقت كاف لتدريب الممثلين وتفجير الكثير من مكنونات النص عبر الرؤية نفسها.. يحتاج من خلال ذلك  لتكوين المكان وتشكيله لإبراز جميع الحالات والدلالات عبر إشارات مكانية وربما زمانية أيضاً..وحبذا لو تتبنى ورشة الطائف هذا العمل والعمل على تطويره وأن يكون مع الطاقم أيضا دراما تدرج وسينوغرافي عدا المؤلف والمخرج.. عمل جميل ولكن ليس بجمال الطائف.

 
العرض الثاني: "النائمون"..ابداع ممثل واجتهاد مخرج

يبدأ العرض وفي ذهن المتلقي سؤال عن "النائمون" ويتبدد هذا السؤال جزئيا عندما نجد على خشبة المسرح سرير ينام عليه شخص واحد ليتوهج السؤال ويبقى المتلقي في حالة ترقب عن هم "النائمون" يجيب العرض حين يضع الممثل ذاته في مقارنه بينه وهو المسكون بالارق مع النائمون " كل البشر من وجهه نظرة بما فيهم اللص والقاتل"

فلماذا يصاب بالأرق؟

يكشف النص عبر المونولوج الذي يقدمه الممثل الواحد عن السبب عبر هجران الحبيبة والخيانة الموشوم بها... ولكن يبقى السرير خاويا طوال العرض لم يستغله المخرج فبدأ رمزا دون تفعيل ..ويبقى ان نشيد بقدرات الممثل واجتهاد المخرج.

دون استرسال نترك الحديث هنا عن "النائمون" للدكتورة منى حشيش لتقدم رؤيتها طوال العرض  بقولها: قدمت النائمون عرضا تعبيريا صادقا عبارة عن صرخة طويلة لجاسوس يعاني من قلقه وهواجسه بعد أن هجرته محبوبته لخيانته الوطن.

لم يشير الكاتب الى وطن بذاته مما يعطي المسرحية مدلولا كونيا حيث تعبر عن كل الاوطان التي تفرز ثمارا فاسدة احيانا مثل هذا الجاسوس.

يعتمد العرض على الممثل الاوحد الذي يلقى بمنولوج طويل معبرا عن الآمه وقد نجح بالفعل في جذب الانتباه طوال فترة المشاهده بحديثه وصرخاته وحركاته المستمرة ومبالغته في الانفعالات المختلفة وتزيد المؤثرات الصوتية المفزعه وصوت محبوبته الغامض المصدر من حالة التوتر في العرض.

على هامش المهرجان أقيمت الندوة التطبيقية بإدارة مسبح المسبح ومخرج عرض "النائمون" علي آل غزوي والممثل عبدالمحسن النمر الذى أفتتح الندوة قائلا: النص يبحث في قضية مهمة وهي الحب والوطن والانتماء للوطن وهي قضية مهمة وحساسة تلامس الواقع المعاش، لربما يكون الخيال سهلة ولكن العمل هو الصعب.
ويضيف النمر: أراد المخرج من الممثل الوصول لحالة التصديق والتحليق، ولكن في بعض الأحيان يكون تقطيع فجاءه، وبالنسبة للصوت لم يكن مناسبة مع لحظات الحركة للمثل على المنصة وكذلك صوته.

ويتابع النمر: السينوغرافيا اعتمدت على أدوات بسيطة ولكن كانت جمالياتها رائعة.