قَرَأتُكَ .. سُورةَ الإخْلاص

بُكَائية لرحيلِ الفقيه السيّد مُحمّد رضا الشِّيرازي (قده)

 

 

سَأَنصبُ فَوْقَ نَعْشِكَ أَدْمُعِي كَفَنَا
وأَحفرُ فِي ثرَى قلْبي لكَ الوَطَنا


أَتُدفَنُ ؟ ما لنا جئنا نُوَسِّدُ في
تُرابِكَ روحَنَا ، هلْ نحنُ مَنْ دُفِنَا ؟


ترفَّقْ أيُّها التَّابوتُ لو عَلِمَتْ
جوانبُكَ الذي في كهفِها سَكَنَا


أَتطْوِي الشَّمسَ عَنَّا دُونَمَا خجَلٍ
وتزرَعُ وسْطَ أحدَاقٍ لَنا حَزَنَا


هُنَا سُبُحَاتُ فاطمةٍ يُرَتِّلُها
أسَى جبريلَ ، كيفَ الموتُ منهُ دَنا ؟


هُنَا للهِ تُحمَلُ قامَةٌ حَمَلَتْ
نُبوّاتٍ بهَا القُرآنُ قَدْ فُتِنَا


هُنَا مِنْ كَربلاءَ تفُوحُ رَائحَةٌ
وَزَينبُ دمعُهَا ما بارَحَ الجُفُنَا


هُنَا .. أشْعَلتُ قَلبي شَمْعَدَانَ ، عَسَى
لصَوبِ مآذِنِي يسعَى يصُبُّ سَنَا


أَ أَبكي .. أيُّها التّابوتُ ؟ مَنْ خلُدَتْ
عَلَيْكَ سفيْنُهُ ؟ بلْ مَنْ هُناكَ .. أَنَا


فوَا عَجبًا نُريقُ كُؤوسَ أعيُنِنا
ونحملُ نعشَهُ للقَبْرِ ، كيفَ لنَا ؟!


زَعَمْنَا أنَّهُ قدْ مَاتَ ! ، ثمَّ نَرَى
بدارِ قلوبِنَا ميلادَهُ أَذِنَا


تركتَ سماءَنَا عينًا تُخَجِّلُها
سماؤُكَ في الرِّمَالِ وتُنبِتُ المُزُنَا


قرأْتُكَ سُورَةَ الإخْلاَصِ مَا سَئِمَتْ
تِلاوَتُها بِكُلٍّ ضُحَى عَلَى فَمِنَا


تنَفَّسْتَ الحُسَيْنَ شَذَا ملائكةٍ
وفي رئتيكَ تقبضُ خَطْوَهُ الأَمَنَا


تَمُدُّ لذكْرِهِ عينيكَ مئذَنَةً
بِهَا تكبيرةُ الوَدَجِ اعْتَلَتْ شَجَنَا


حمَلْتَ جِرَاحَهُ حتَّى تمثَّلَ لي
فؤَادُكَ طَافَ بعْدَ الذَّبْحِ فوقَ قَنَا


فعاشُورَاءُ قِبْلتُكَ التي اتجهَتْ
إلَيْكَ فكَانَ عُمرُكَ قُربَةً ثَمَنَا


وُلِدْتَ وكربلاءُ إليكَ أُغنيَةٌ
تلفُّكَ كالقِمَاطِ لِتَعبُرَ المِحَنا


وها أنتَ اختَصرْتَ العُمْرَ مُتَّجِهًا
لقُدسِ تُرابِها قد جئتَ مُحتضنا


حياتُكَ للحُسَينِ ركَزتَهَا أَثَرًا
فكنتَ كمثلِهِ نورًا كسَا الزَّمَنا


مُحمَّدُ يا رِضًا بالآلِ مُتِّشحًا
عَلَيكَ صلاةُ قلبي لَنْ تَموتَ بِنَا

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
بدر الشبيب
[ أم الحمام - القطيف ]: 6 / 5 / 2009م - 10:26 م
شاعرنا الكبير
رائع أنت كالتواضع كالنخل كالكلام الفريد..
لقد أبكيتني وحق لنا بكاء سورة التوحيد والنجم والقلم..
شاعر