رحيل الزمن الجميل

عندما يكون للوجود معنى

نقابل في حياتنا القصيره أناس كثيره مختلفه في تصرفاتها و منطقها و حياتها، ولكن هنالك أناس تختلف جل الاختلاف عن باقي البشر و إن وحدتهم الاجساد والهيئه البشريه تظل هده الفئه مختلفه في كل تصرفاتها و أسلوبها وطريقها، فهم أناس يعيشون القضيه التي يئمنون بكل ما تعيه و تسطيعه جوارحهم فتراهم في كل تصرف يعبرون عن قضيتهم مع كل همسه و كل رفه جفن و تحرك أو حتى الخطوات تكون لآجل القضيه التي تشغلهم و يعيشون فتتمحور حياتهم إلى نذر لأجل قضيتهم و مصداق هؤلاء المخلصون هو فقيد المنبر الملا عبدالرسول البصارى.

رحله في ضيافة البصارى

تشرفت بمرافقه الملا ذات مره من منزله في جزيره تاروت إلى بلدتي لآجل القراءه في مأتم فطوال هذه الرحله القصيره  في  الذهاب و العوده  ظل يحادثني و كانه يعرفني منذ مده لم تأخذه تحفظات الوقت و فارق العمر و حداثه اللقاء و المعرفه، ظل يتحدث عن أيام الزمن الجميل وعن تاريخ القراءه في البلد و ثنائه على  أهل العلم و الفضيله في البلد و بين كل صمت و فتره تأمل يملئها هذا الجبل الحسيني بألفاظ الاستغفار و ذكر أهل البيت، تمنيت أن يطول اللقاء و يطول لكن للاسف قطعنا تلك المسافه بكل سرعه وحان وقت الفراق و ليت هذا اللقاء تجدد ولكن.

صوت الناعي ... صوت الاحزان

في كل عام في موسم عاشوراء يقصد الثكالى والفاقدين إمامهم مجالس البكاء و النحيب في الحسينيات و بالاخص المأتم المبارك ( مأتم مياس ) لحضور مجلس القراءه و على الرغم من موقع الحسينيه و ماحوله من أسواق، فبمجرد دخولك ممر الحسينيه ترجع بك الذكريات إلى أيام الزمن الجميل فتتهياء نفسياً للدخول ألى موجه حزن عارم يعتريك بمجرد أن يهمس الملا عبدالرسول البصارى بآهاته النابعه من قلب مثكل لم يكل خلال خمسين عام من النعي و البكاء.

إن ما يميز صوت الملا الراحل بانه له خاصيه عجيبه لم أحس بها عند باقي الخطباء مع فائق الاحترام لهم.

فصوت ملا عبدالرسول  فيه من الحزن و اللوعه ماهو كفيل بأن يجعلك تشعر بعظم المصيبة و فظاعة هذه الرزية، تنهمر دموعك و تنخنقك العبرة عندما  يبدء الملا نعيه على سيد الشهداء و أهل البيت و ترى كمية التفاعل من المستمعين يثبت لك قدرة الملا على زرع جرح غائر في قلوب الحضور يجعلهم في حالة بكاء وحسره مستمره حتى بعد إنتهاء المجلس الحسيني مما يعبر لك عن عظم رزيه أهل البيت  و إن هذه الخاصيه في الملا نابعه من صميم ذاته وقلبه فكل ما يخرج من القلب يدخل الى القلب.

ختام

أبا أحمد من للمنابر من بعدك من للأطوار المفجعه بعدك  طالما أدمعت أعيوننا بنعيك و الان جرحتنا بفقدك و بعدك  فهنئاً لك لقائك بمواليك و أسيادك

محمد وآل محمد الفاتحه الى روحه و أرواح المؤمنين و المؤمنات   

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد قيصوم ( أبو جواد )
[ أم الحمام - القطيف ]: 31 / 1 / 2012م - 8:42 ص
نعم ياسيدنا العزيز لقد كان الراحل من المخلصين لأل البيبت عليهم السلام وأنا أحب أن أسمي الراحل بإسم ناعي الزهراء لما أجده من إجادة لمصيبتها سلام الله عليها والذي بحق لاتأخذه لومة لائم ولايتحفظ في ذكر من اعتدى على مولاتنا الزهراء , كما إني أشكرك سيدنا على هذا البيان العذب في حق الراحل ولا أنسى ذلك اليوم الذي تشرفنا بوجوده في مأتم العقيلة بالقوع وكان ذلك اليوم بالنسبة لي يوم لاينسى ولا يمحى من داكرتي . أسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يحشره مع المولى الحسين ويسقيه من حوض سيدنا رسول الله من كف إمامنا أمير المؤمنين ويجعل سيدتنا الزهراء شفيعته . والسلام على شيعة أمير المؤمنين وعلى خدمة الحسين أمثالكم