تحذيرات من سقوط قلعة «تاروت» ودعوات لإنقاذها

شبكة أم الحمام القطيف – محمد الداوود

 

 

 

حذر مهتمون بالآثار من المخاطر التي تهدد قلعة تاروت في المنطقة الشرقية، وعدّ أحدهم سقوط القلعة من أبرز المخاطر لافتاً إلى أن عمليات الحفر القريبة وتسرب المياه الجوفية بجانب مياه الصرف الصحي في حي الديرة الذي تقع فيه القلعة من شأنه التسبب في سقوطها.

وطالبوا بضرورة تدارك الوضع، عبر إرسال اختصاصيين في الترميم والبناء الأثري، لدراسة وضع القلعة، التي تعتبر معلماً من معالم محافظة القطيف، ويجب الحفاظ عليها.

وتشتهر جزيرة تاروت بتراثها الغني، وآثارها الشاهدة على العصر منذ قرون عدة، وتتميز جزيرة تاروت بقلعتها التي يقدر مهتمون بالآثار تاريخ بنائها، والذي يرجع إلى آلاف السنين. وتقع الجزيرة على بعد ستة كيلو مترات عن مدينة القطيف، داخل الخليج العربي، وإن كانت بدأت تتصل بها عمرانياً، لدرجة أنه لم يعد يفصل بين الجزيرة والمدينة إلا جسر يقدر طوله بأقل من 500 متر.

و يرجح أن تكون الجزيرة مدينة فينيقية أثرية تم تشييدها لتصبح منتجعاً هادئاً في عمق المياه، لقادتهم. وكانت جزيرة تاروت في الماضي موقعاً تجارياً هاماً للعالم، حيث أنها تقع على بعد 50 درجة من خطوط الطول، و26 درجة غرباً، و32 درجة من خطوط العرض. وهذا الموقع يجعلها في قلب الخليج العربي، أما بالنسبة لموقعها من محافظة القطيف فهي تقع شرق القطيف، داخل خوار واسع من البحر يحيط بها غرباً ساحل القطيف، وجنوباً ساحل الدمام، وشمالاً رأس تنورة الممتد إلى محاذاة الجزيرة. و تعتبر الجزيرة من أوسع الجزر التي تقع داخل سواحل المملكة الشرقية، بل هي من أكبر جزر الخليج. وتذكر مصادر أثرية أن عمر الاستيطان البشري في الجزيرة يقدر بـ 5000 سنة، وقد سكنها جمع من العشائر الفنيقية والكنعانية، ويقدر عمر قلعة تاروت بـ 5000 عام، حيث يعتقد أنها أول ما شيد في الجزيرة، وجاء البرتغاليون قبل 5 قرون، ليبنوا على أنقاضها القلعة التاريخية الموجودة الآن، والتي بنيت عام 951 من الهجرة. ويؤكد الباحث عبدالله عبدالمحسن أن «إقبال البرتغاليين على بناء القلعة في جزيرة تاروت جاء بسبب استراتيجية الموقع الذي تتميز به الجزيرة، وهذا الموقع هو الذي جعل البرتغاليين يبسطون نفوذهم عليها عام 927 من الهجرة،ورغبة منهم في تثبيت مواقعهم الدفاعية بنوا لهم القلاع التي زودوها بالسلاح والعتاد، وكانت قلعة تاروت هي أكبر القلاع، فتحولت سكناً لحاشيتهم».

ولعبت الصدف دوراً مهماً في كشف ما في جوف القلعة ومحيطها من آثار قيمة، تعود لما قبل البرتغاليين، أي قبل 5000 سنة، فقد عثر صدفة على تمثال بالقرب من القلعة يعود تاريخة لـ 5000 سنة، وهو موجود الآن في أحد متاحف المملكة، والمشكلة أن كثيراً من الآثار الثمينة قد هُرِّبت، ووصلت إلى أشخاص غير معروفين، أخذوا يتاجرون بها، ومنها بعض الخواتم والجرار الأثرية التي لا تقدر بثمن. ويتكتم أصحاب هذه الآثار عليها، لأنهم يخشون العواقب القانونية التي تنتظرهم لإخفائها.