أبواب المنازل القطيفية لوحات قرآنية ومخطوطات أثرية

الأهالي من القلافة إلى النجارة المعمارية

شبكة أم الحمام محمد العبدالله (القطيف)
الصندوق المبيت تراث خليجي وتحفة كل الأجيال
ارشيف الشبكة

 

 

شكلت أبواب منازل القطيف سمة طغى عليها الطابع المحلي الذي ميز المنطقة عن باقي المدن الواقعة على الساحل الشرقي، وكانت ولا تزال صناعة الأبواب وفق الطراز المحلي من الصناعات الحرفية التي سادت ذات يوم واندثرت في العصر الحديث شأنها شأن العديد من الصناعات في الماضي والذي كان يزاول نشاطه النجارون في القطيف.

ويذكر الباحث على الدرورة، أن صناع الأبواب يمارسون فنونا أخرى في نفس المهنة، فإلى جانب تكريس العامل الفني في الزخرفة، فهم فنانون بالفطرة، إذ لم يهملوا الجوانب الفنية المتمثلة الزخرفة الإسلامية إلى جانب فنون الخط العربي.

ويضيف أنه في جوانب أخرى كان العاملون ينحتون تاريخ صناعة الباب أو تاريخ تشييد المنزل خلف الأبواب، مشيرا إلى أن النجارين في القطيف لعبوا دورا في هذه الصناعة والتي طغت عليها الصناعات المستوردة، إذ إن كلا منهم يعمل حسب ما تملي عليه ثقافته ومن منظوره الشخصي.

وينوه الباحث الدرورة أن الأبواب التقليدية في القطيف تنقسم في أنواعها ومسمياتها إلى عدة أنواع، بحسب المكان التي تستخدم فيه و مدى حاجة ذلك المكان إلى باب من حيث المتانة والقوة والحجم المناسب، فالأبواب الخارجية تختلف في حجمها ومتانتها عن الأبواب الداخلية، كما أن أبواب المباني العسكرية كالقلاع والحصون والقصور وكذلك بوابات المدينة الخارجية هي ذات ضخامة ومتانة ملحوظة، نظرا لأهميتها وذلك من حيث متطلبات عوامل الأمن والحماية.

وأشار إلى أن أهالي القطيف يطلقون على الباب الخارجي «دروازة» وأبواب المساكن متشابهة في كافة مدن القطيف، كالباب المسماري والباب المقطع وباب أبو خرخة الذي يسمى كذلك بباب بو فرخة.

وأبان الدرورة أن النجارين في القطيف ينحدرون من أجيال مارست في بداية الأمر حرفة القلافة وصناعة السفن، إذ من الملاحظ أن معظم القلافين اتجهوا لنجارة الأبواب بعد الضعف الذي في صناعة السفن بسبب قلة الطلب عليها بعد النكسة التي واجهتها مهنة الغوص إثر اكتشاف اللؤلؤ الصناعي في اليابان.

وأضاف أن أبواب المنازل التقليدية في القطيف أخذت اهتماما ووضعية خاصة انطلاقا من كونه يؤدي وظيفة الخصوصية وأصلا بين الخارج والداخل، بين ما هو عام وما هو خاص، كما أنه وسيلة إيجاد عن الوظيفة العامة للمبنى وعن الحالة الاقتصادية التي يتمتع بها صاحبه، حيث نلاحظ ذلك في أبواب البيوت العائدة للعوائل المقتدرة، حيث التميز واضح في نمط الباب وطريقة زخرفته تقابله بساطة شديدة في أبواب البيوت الفقيرة، فهي مجرد ألواح خشبية مرصوصة بجانب بعضها تضمن الخصوصية لأصحاب الدار ويكون نقشها بسيطا غير مكلف.