قراءة و رؤية : شخوص مغلفة بالسجاد الأحمر

 

الأستاذ بدر الشبيب يقول :

  • المثقف التبريري يستهدف بقاء الوضع في حالة سكون، فالتغيير غير محمود العواقب،  و ليس بالإمكان أفضل مما كان.

و أقول :

هي هوة إن سقطتَ فيها أبنتَ أنك في حضيض،  فالانحطاط السلوكي رتبة موبوءة تتباهى بها الأكتاف الباحثة عن متسلقين في الأول منزلقين في الأخير، و الأداة المشكوك في نزاهتها لا تطمع بالدائم، ترضى بالمؤقت، المستهلك في حينه،  فتغييب الجناة تفويت لفرص القبض الملتبس،  تغبيش للفعل الجنائي، تهميش للفواعل، تضييع الباحث عن فاعلين،  لنصل أخيراً لغلق قضايا المفعول بهم نتيجة اللا نتيجة المنعوتة بـ ( المجهول ).

هذا هو السكون في قوالب الحركة اللا فعلية، الحركة الإسكاتية، الرامية للإخماد، و جر النظر للتالي فالحالي غير مجدي، هذا ما يمكن أن نسميه الحركة الدورانية حسب المفاهيم التمويهية، حيث يبقى المتحرك سائراً على نفس  المسار، بنفس البعد، لينتهي لنفس النتيجة، فمهما كان الجهد المبذول طمعاً في زيادة الأثر ما انصاع للزيادة للترامي و الكثرة مادام الموقع محصوراً أي المساحة ثابتة محددة بأطر و أنماط.

فالمعتاد على سلك الطرق المفروشة بالسجاد الأحمر، المؤطرة بالخدم، المزكرشة بالحواشي و الطواهي و مشرفي المآدب و مهندمي السُتَر لن يرضى بالانعطاف قدر أنملة خشية فقدان القوام الملكي الخارجي رغم هلامية الداخل المستعبد بثمنٍ بخس، فأن يهدرَ عمره في شكلية لها ثقلها النوعي عند الفئة التي يروم العبور من جنبها مستفيداً خيرٌ من هدره في جوهر له أثره الفعلي عند الفئات الساعية أن تفيد أولاً، و إن كان الثمن : هو دورانه التكراري الغير صائر لرُقية حافظة له أو ترقية ممنوحاً إياها.

و عليه أقول : أنه من الشائن جداً أن نتحرك ضمن الانحسار التفاعلي ما دام الفعل موقوفاً على فاعل ، و هو أن تشارك بتضاؤلية خشية الفقدان، أن تفضل الثبات عوضاً عن أثمان الخطى الباهظات، فللتغيير كلفة انعطاف ، كلفة اصطفاف، كلفة إعمال قضائي، كلفة وعي استقرائي، كلفة جاهزية للبت و اعتمادية سلوكية ضامنة الالتفاف، فالذي لا يصعد بالمستوى التفاعلي كفاعل مشارك لن يحظى بنفسه كمفعول لأجله إنما ستهوي به  هذه النفس حين يفعلون بها.

عندها لا تطلب من يشارك لأجلك فما أنت شاركت من أجل الغير.

و هنا – أي ضمن المشاهد الآيلة للتصدي حدّ التغيير - يتبين دأب العامل المريد نتيجة من ذاك المُفلت عن نفسه النتائج، فالأول يعي أنه براء من أي تلوث ناتج إثر العمل الطاهر و النية الخالصة، بعكس الثاني المتحسس من الأثر الظاهر خشية إبانة الداخل الملوث،  فيروح يحاذي السلطويين كإفادة تقول : معكم معكم لا مع عدوكم، كأنما لديه ما يضمن عدم تعرضهم إليه إن هو ما تعرض إليهم، كأنه إن تكرس لأجلهم تكرسوا لأجله.

فيطفر مني السؤال مستنكراً ، أينه و من ماثله من زوايا النظر الحيادي ؟ من  الإطلاع المنصف و النقل الفعلي ؟ كيف تغيّب الواجهات بطون المحلات المشبوهة عن التحري اللازم و التثبت المفروض ؟  أهي ثقافة التورط السائدة مع أي تفوه ؟

و ما يعني التورط في سبيل الخلاص؟ أما هو خلاصٌ من المُورطات مع فك ألجمة الأفواه و ترك الأظهر المسروجة  !!

الخلاصة :

أنك حينما لا تخشى فأنت تنفي أثر فاعل الخشية، نفي الأثر ( كوجود ) يعني نفي المؤثر ( كموجود )، لا وجود للخشية لا موجود تخشاه، إذن نحن نخشى فقط ( المُوجد ) الله سبحانه و تعالى، و عليه فللوضع الساكن أن يتحرك بجودة و جدية متى صُحَّ المسار و صُحَّت السريرة، فالتغيير ليس شرطاً أن يؤول لانقلاب لأنه إن أجيبَ له استجاب، لكنما قل من ينظر إليه كعلامة للتفاوت الصنعي الآيل للرقي حين إيجابية و للانتكاس حين سلبية، فيجسر أن يعلّمَ على الآخرين بـ ( الخطأ ) لينقلبوا عليه يعلموهُ أين ( الصح ).