نصرٌ وكوكبة سجون

 

 

 

الحراك جذوة لن تنطفئ فالسلاح والحبس قيدان يشلان قدرة المتجبر، والسطوة لله وحدة " ألا كل شيء ما خلا الله باطل"، فرب شعار صغير أسقط أنظمة متعفلقة لأزمان مديدة، إنه الوهن الذي يجتاح بيت العنكبوت، حتى أن المرأة الضعيفة اليوم بصرختها تدك عروش الجبابرة، الرشاش لا يُخيف فهل سيفي السجن بالغرض؟!

سيضيق السجن وينفلت الانفجار قريبا، والبشرى نزفها لكل معتقل ومن بالأثر، إن بقائهم لن يطول؛ فإن " للظلم جولة وللحق دولة "، فلنترقب دولة الحق الموعودة، إلا أن للقلب شجونه وشكواه لخالقه، والنصر المأزر حليفنا إن شاء الله، نعم لنا أخوة لازلنا نذكرهم، هم لا يزالون يرتعون خلف القضبان، كيف لنا أن ننسى ملائكة في أثواب بشر؟!، الطهر من طبعهم، والذوق من شيمهم، والمسؤولية نصب أعينهم، اذا حجبهم السلطان فإن أرواحهم معنا تغرد، ولن يقدر السجان أن يخطفهم من العيون، لن يتمكن الجزار أن يصفيهم من قلوبنا فهم الصفاء، الورد الأبيض من نصيبهم،  أما الجلاد وأتباع العنز فهم الكدر !!

ليس من المروءة أن تغيب عن أعيننا أطيافهم ثم لا ننبس ببنت شفه، ليس من الشهامة أن نتوسد الحرير وهم يفترشون الحجر، كما أنه ليس من الأخوة أن نتنكر لمواقفهم الطيبة والقرآن يشيد بحسن الذكر"وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ"، وكما أخبرونا أن الزنزانة قبر صغير، إلا أنه من قال أن الروح تسجن في قبر؟! فمسرحها السماء والرفعة، أما قرأنا أن الحياة للشهداء تكتب"بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ"، فالمعتقل ليس رهن السجن، بل النصرُ رهينٌ بين يديه وطوع إرادته وصموده، وهل يفي القلم للمخلصين؟ عذراً لكم أيها الأبطال الشرفاء، إن قصرت محبرة القلم فهذه دماؤنا تمدها، نخشى أن يغيب أحدهم فتكون الملامة من الوشائج قبل سياط الناقدين، إلا أننا ننتخب بعضاً، فالقائمة تطول لتعجل النصر.

التسعة المنسيون في قلوبنا، وخروجهم رقم من أرقام الانتصار الخالد الذي نرجو أن نكحل به وشيكاَ، فالمؤامرة المحاكة ضدهم كشفت وحان موعد النصر، تلفيق التهم للمعتقلين سمة مكشوفة لن تنطلي على هذه الأمة التي فهمت ألاعيب ومكر الساسة الذين يرضعون العقد منذ الطفولة، وعلى طريق الصمود لنا أحبة لن تمحى أسمائهم من ذكرتنا، نبدأ بالشيخ المجاهد والمناضل الفاضل"الشيخ توفيق العامر" القرآني المتواضع، والعالم الخلوق، ذو الشمائل الطيبة والخلق النبيل، صادع بالحق ولا يخشى في الله لومة لائم، وإن طال المغيب فإن لحروفك وقع في ضمائرنا ونحن معك.

الناشط الاجتماعي والكاتب الموهوب"علي الدبيسي" قناص الأفكار واللسان المهذار ذو القلم الخصيب الذي لا يكل ولا يمل، فهو –كما عرفته- نشاط يتوقد وشمعة عطاء لا تخبو، الناشط الحقوقي والأخ العزيز"فاضل المناسف" رجل المواقف الصعبة وعرق المسؤولية النابض، لا تهمه مصلحة الذات، فهو كما يعرفه الجميع ابن المجتمع والعدالة والحرية نجمتان يتطلع إليهما بمقلتيه، الصديق الغالي "زاهر الزاهر" مُحياه الزهر ذو الابتسامة الودودة والفكر الجميل لماح الفرص قد نفض الكسل عن منكبيه وتطلع للعلياء معروف بأدبه وأخلاقه الكريمة.

ومن المجحف نسيان"الشيخ جلال آل جمال" طاقة عطاء ونهر دفاق يروي مجتمعه بصمت يترفع عن الرياء والظهور، له أسبار وفتوح يعرفها المقربون منه، الشاعر "حبيب المعاتيق" بصمة فنية خالدة على جيبن مجتمعه، ذو روح تعشق التميز وتنحت قلاع الإبداع، الكاتب البارز الأستاذ "نذير الماجد" مكسر القيود صاحب القلم الذي لا ينضب، أقتلع الخوف من شرايينه فلم يكن أمام الجزار إلا اعتقاله !

ما عسانا أن نقول أمام كوكبة مشرقة اعتقلها الجور، فغابت عنا وهي الحاضرة في الصدر والأعماق، سنذكركم أحبتنا كلما أشرقت شمس، سنذكركم أحبتنا كلما أسدل الظلام !

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
المجدد
[ ام الحمام - القطيفف ]: 14 / 3 / 2012م - 1:16 م
شكرى للكاتب العزيز :

فعلآ الشيخ جلال آل جمال هو نموذج للشيخ العامل واي عمل يعمل بصمت وكثير العمل من اجل المجتمع وما يعانية من ظلم واضطهاد عبر البوابة الالكترونية
اللهم فك اسره وارجعه الى اهله وذوية ومحبية
بحق محمد واله الطاهرين