الضامن يدعو المهتمين لإيجاد قاعدة فنية في المنمنمات

شبكة أم الحمام الدمام: يوسف الحربي - تصوير: حمدان الودعاني
الضامن يدعو المهتمين لإيجاد قاعدة فنية في المنمنمات
الفنان عبدالعظيم الضامن وعلى يساره عضو اللجنة حسن مداوي

 

 

طالب الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن، الفنانين ومحبي الفنون، بنشر فن المنمنمات لإيجاده في الساحة التشكيلية المحلية، ليتم ترشيحه لمهرجان الجزائر للزخرفة وفن المنمنمات، جاء ذلك خلال الأمسية الفنية التي قدمتها لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، مساء أول من أمس، وادارها عضو لجنة الفنون التشكيلية حسن مداوي.

كما دعا الضامن عدم اليأس من قلة الممارسين لهذا الفن، وأن يبدأ في الورش والمحاضرات، لتكوين القاعدة الفنية بهذا الفن، مؤكدا عدم وجود الفنان الممارس لفن المنمنمات في المملكة، منوها أن المنمنمة هي الإنتاج الفني صغير الأبعاد، الذي يتميز بدقة الرسم والتلوين، ويطلق يطلق على الأعمال الملونة وغيرها من الوثائق المكتوبة ، المزينة بالصور، أو الخط ، أو الهوامش المزخرفة على الخشب ، والعاج ، والعظام ، والجلود ، والكرتون ، والورق ، والمعدن.

ويضيف الضامن أن فن المنمنمات اليوم في العالم الغربي هو فن إسلامي، ويعكس هذه الحقيقة بأن الإسلام لم يكن عائقاً أمام الفنون بل إن الفنون المختلفة تطورت وازدادت تألقاً وتميزاً في فضائه، ثم إن الأهم هو نشوء ما يمكن تسميته بجمالية إسلامية خاصة نابعة من الحس الحضاري الرفيع، والعمق الروحي الذي من الصعب أن نجد مثيلاً له في فنوننا المعاصرة اليوم ، ربما لهذا السبب نشاهد إقبال الجمهور الغربي على الفنون الشرقية، بينما لا نلحظ الاهتمام ذاته من جانب الجمهور الشرقي نفسه في غالب الأحيان .

وعن مميزاتها العربية والإسلامية قال الضامن أنها مسطحه ذات بعدين طول وعرض، ولم يلجأ المزوّق إلى التجسيم عن طريق رسم البعد الثالث للأشياء والاعتماد على خداع البصر، بل إن العنصرين الأساسيين في المنمنمة هما: الخط والبقعة اللونية، حيث يحدد الخط البقعة. كما أن التلوين اقتصر على الكتل فقط، محتلا الإنسان مكاناً كبيراً في المنمنمات، ويأتي بعده بالدرجة الثانية الحيوانات والنباتات والعمائر، وقد أعانت دقة رسم العمائر المؤرخين على إرجاع نسبه التصوير إلى المدينة المرسوم فيها من خلال شكل الأقواس والعناصر الزخرفية التي تزينها، ملاحظا على فن المنمنمات الخروج عن الواقعية الحرفية عند مقارنة حجم بعض عناصر اللوحة إلى العناصر الأخرى المحيطة بها، مثلاً، نسبة حجم الإنسان إلى العمائر، حيث يبدو الإنسان كبيراً جداًّ بالنسبة لها إشارةً إلى أن الإنسان هو الموضوع الرئيسي والمركزي في اللوحة. وأكثر من ذلك يحدث في أحيان كثيرة تباين في الحجم بين حجم الإنسان في نفس التصوير، فتبدو إحدى الشخصيات أكبر حجماً من الأخريات، للدلالة على أهمية هذه الشخصية الاجتماعية أو السياسية أو الدينية؛ كأن يكون أميرا أو ملكاً أو شاعراً.

وأفاد الضامن أن إيران تفردت عن غيرها من الدول الإسلامية، بفن المنمنمات الذي اشتغل ويشتغل في مجاله، عدد كبير من الفنانين المبدعين المتميزين، وقد شكل هذا اللون من الفن البصري، مدخلاً مهماً، لولادة ما يمكن تسميته "التصوير الإيراني" الشديد الارتباط بالمنمنمات الجميلة بأشكالها وألوانها الزاهية، وخطوطها الرشيقة اللينة والرقيقة، والحشد الكبير من العناصر والتطاريز والكتابات التي تضمها والتي تصل حد الإدهاش، إن لم نقل الإعجاز.
 
 وبالرغم من تأخر ظهور الفنون في العهد الإسلامي كما تشير بعض الدراسات - والحديث للضامن- ، باعتبار إن فن الرسم في تلك الحقبة الزمنية، لا يأخذ سوي شكلين إما انحطاطي أو وثني ، ولذلك قبر، هذا النوع من النشاط الإنساني، باعتباره يتعارض والفكر الإسلامي ، فلسفة وسلوكاً ، ناهيك من إن الفن العربي قبل ظهور الإسلام كان عرضة للتأثر بالمدارس ، الساسانية ، والرومانية وحتى الهندية، وبعض التأثيرات ــ الصينية ــ وذلك بسبب الغزوات المتلاحقة التي كانت تتعرض لها البلاد العربية ، فتتم عملية النقل بشكل آلي ، ثم لم يتوقف هذا الغزو الثقافي الحضاري ، فقد ظهر مرة أخري وبأشكال وأساليب معروفة بعد أن ضعفت الدولة الإسلامية إذ سرعان ما عادت المنطقة للأسلوب القديم ذاته .