30 عملا فنيا في معرض "عوده"

ثقافة الدمام تكرم فنانين ابتعدوا عن العرض وحضرو في الإنتاج

شبكة أم الحمام الدمام: إعلام الجمعية

 

 

أعادت لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي بجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، من خلال معرض "عودة"، لثلاثة فنانين من المنطقة الشرقية ومن لهم الخبرة الفنية وممن تواجدوا خلال السنوات الماضية بقوة في المعارض الفنية داخل وخارج المملكة.

"عبد المجيد الجاروف، والفنانة منى النزهة والفنان هادي الخالدي" المعرض الثلاثي افتتحه مدير جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام الأستاذ عيد بن عبدالله الناصر، يختتم اليوم السبت، مستمرا خمسة أيام، في قاعة بيت التراث العربي في الخبر.

وأوضحت مشرفة اللجنة الفنانة شعاع الدوسري أن المعرض يجمع ثلاثة وجوه جميلة من رواد الجيل الثاني للحركة التشكيلية السعودية في معرض واحد، وكثير الفنانين الشباب يستفسرون عن اختفاء بعض الوجوه من المشهد الفني في المنطقة الشرقية، وبدلا من البحث عن أسباب ومبررات كان خيارنا هو الإجابة العملية على هذه التساؤلات من خلال جمع ثلاثة من أصحاب الفرش الجميلة في معرض واحد كدلالة رمزية نسعى من خلالها إلى التأمل و إعادة قراءة ملامح مرحلة فنية مهمة متمنين أن تكون هذه التجربة جسرا يربط بين مختلف الأجيال المؤسسة للحركة التشكيلية السعودية بمختلف توجهاتها ومدارسها لما في ذلك من مصلحة عامة للحركة الثقافية والفنية في الوطن.

وكتب عضو لجنة الفنون التشكيلية في الجمعية الفنان حسن مداوي أن المعرض "عودة" جمع ثلاثة فنانين من الجيل الثاني في ساحتنا التشكيلية وأصحاب فرش جميلة ابتعدوا عن عرض أعمالهم رغم استمرارهم في أنتاج اللوحات، وكرمتهم جمعية الثقافة والفنون بالدمام بإقامة معرض عودة لهم إلى الساحة من جديد، وهم الفنان عبد المجيد الجاروف، والفنان هادي الخالدي، والفنانة منى النزهة، حيث شارك كل فنان بعشرة لوحات حيث جاءت مشاركة الجاروف على جزأين، الأول قدم فيه لوحات واقية تحاكي العمارة الإسلامية القديمة في الأندلس مثل قصر الحمراء لزوايا منة في عدة لوحات، وأخرى لمسجد بمدينة فاس المغربية مستخدما في هذه اللوحات الألوان المائية حيث أعتمد على اللون البني بدرجاته في اضهار تفاصيل المباني من أقواس وأعمدة وتيجان وساحات وإبراز الظل والنور وكذلك إبراز الزخارف الجصية على الجدران مع استخدام خفيف للون الأزرق في الزخرفة بمهارة عالية تبين مدى تمكنه من فرشاته، وهو مهندس معماري دقيق في خطوط المنظور، والجزء الثاني لوحات تعبيرية أكثر تحمل في عناصرها دلالات عن الإنسان البسيط ومعاناته مع الحروب والاضطهاد معتمدا على الكولاج بقصاصات ورق فيها صور عن منحوتات وكتابات قديمة تدل على قدم أصول هذا الإنسان في أرضه التي أعتدي عليه فيها بالقصف والدمار وقد تحول إنسان هذه الأرض إلى مومياء.

وجاءت تجربة الفنان هادي الخالدي مختلفة ومليئة بالعناصر مزدحمة ومتكتلة في وسط اللوحة تارة وموزعة على أجزائها في أخرى وأعتمد في تنفيذها على وضع مجموعة من الألوان على سطح اللوحة ثم يحركها بشكل عشوائي بطريقته الخاصة محدثة مساحات غريبة الأشكال تحمل عنصر المفاجئة لديه فيعاود النظر والتأمل بها فيشاهد أسماك ووجوه وطيور وأشخاص ثم يؤكد عليها بالخطوط ليخرجها من داخل الكتل اللونية والتي يغلب عليها اللون البحري الذي يسيطر على معظم لوحاته، وفي لوحات أخرى أستخدم توليفة كولاجية من أقمشة وقصاصات ورقية بها صور يريدها في اللوحة مع الألوان ، محدثة مساحات مختلفة ، وبنفس الطريقة السابقة يقوم باكتشاف العناصر والأشكال التي تظهر له فيؤكد عليها ليظهرها لنا من تلك الخامات والتوليفة المختلفة بالتحديد باللون لبعض العناصر وتلوين مساحات ليظهر أشكالا أخرى ، وجميعها تحمل أحلاما جميلة تغوص بك إلى أعماق البحار تارة وتطير بك إلى فضاءات غريبة تارة أخرى بهدوء وسكينة، فلوحاته محملة بالتجريب بالخامات وطريقة التلوين، فالخالدي كان أستاذ مادة التجريب في التصوير التشكيلي بكلية التربية الفنية بجامعة الملك سعود بالرياض سابقا.

أما لوحات منى النزهة تجد أنها محلقة أو تريد أن تحلق بسلام في هذا الفضاء الواسع بغنائية وشاعرية جميلة بعيدة عن تعقيدات الحياة وهمومها، فيدل على ذلك أسراب الطيور البيضاء وهي في حالة انطلاق نحو السماء الواسعة وصور نساء ينظرنا إلى أعلى بوجوه مسرورة وألوان زاهية ومتراقصة من الأزرق المطرز بالأبيض والأخضر المطرز بالأصفر والبرتقالي الخفيف.

وفي لوحات أخرى وبنفس الطريقة تجد جميع الشخوص في حالة تأمل ونظرة في الأفق الواسع البعيد بوجوه هادئة متفائلة، مستخدمة ألوان الغروب في بعض اللوحات وأخرى درجات من الأزرقات و الأخضرات المزركشة على خلفية قاتمة.

وهنالك لوحتان عن التراث ويبدو أنها الأقدم بين لوحات منى فواحدة عن السوق القديم وأخرى عن صانع الفخار تظهر مقدرة الفنانة التصويرية.

فلجنة الفنون التشكيلية والخط العربي في جمعية الدمام أرادوا من معرض عودة أن يعيدوهم إلى أجواء المعارض ليسهموا من خلال أعمالهم في رفع الذائقة البصرية للجمهور والمهتمين ولينهل من تجاربهم الواعدين.

التغطية المصورة على فيس بوك أخبار أم الحمام