توفيت والدته قبل أن يتم العامين .. ورفضته زوجات أبيه الثلاث

«رضي عبدالله» تحدى يتمه ليصبح أول خريج جامعي من أمريكا في عائلته

شبكة أم الحمام الدمام – سحر أبوشاهين
حَفَزَهُ حِرمانُه من الحنان على بناء حياته من جديد (تصوير: يارا زياد)
حَفَزَهُ حِرمانُه من الحنان على بناء حياته من جديد (تصوير: يارا زياد)

 

 

استطاع رضي عبد الله أحمد (56 عاماً) من محافظة القطيف، التغلب على يتمه بعزيمة قوية، وعرف كيف يبني نفسه ويقضي على إحساسه كإنسان مهمش، حيث توفيت والدته قبل أن يبلغ العامين، ورفضت زوجات أبيه الثلاث تحمل مسؤوليته.

تخلوا عني

ويحكي «رضي» قصته: لم أكن أعي ما يحدث في ذلك الوقت، ولم أستوعب سبب تخلي من حولي عني، وحتى خالاتي، فلا أذكر أن إحداهن تفقدتني يوماً، أو اصطحبتني لزيارة منزلها، والوحيدة التي عرضت على أبي العناية بي عمتي التي أدين لها بالفضل حتى هذا اليوم، حيث عشت لديها منذ وفاة والدتي حتى بلوغي السادسة من العمر، بعدها قرر والدي أخذي منها وإلحاقي بالمدرسة الابتدائية، كونها بعيدة عن منزل عمتي، ففصلوني عنها وعدت للعيش في منزل والدي، لأدخل في أجواء مليئة بالخوف، ينعدم فيها الإحساس بالأمان، وكنت أنام وحيداً في غرفة استقبال الضيوف، فلم يكن هناك متسع لي غيرها، وقد مرت علي تلك الأيام بصعوبة شديدة، خاصة بعد أن أبعدوني عن عمتي وهي مصدر الحنان الوحيد لي، فشعرت وكأن أحداً سلب روحي مني».

تحدٍّ وثبات

عاش «رضي» في غرفة الضيوف حتى إنهائه المرحلة الثانوية، يقول «لطالما شعرت بالخوف من نومي وحيداً في تلك الغرفة، وكم كنت أفرح حينما يقرر أحد إخوتي من والدي أو أبناء عمي النوم معي»، مشيراً أن تهميشه من قِبَل أسرته حفزه على تحديهم وإثبات نفسه، ويوضح «حرصت على دراستي حتى أصبحت من المتفوقين؛ لأثبت لأهلي أني أستحق ذات الاهتمام الذي حظي به باقي إخوتي، وبعد أن أتممت دراستي المتوسطة التحقت بشركة أرامكو، وأكملت دراستي الثانوية، ورغم أني لم أكن أجد مكاناً أستطيع المذاكرة فيه، لاكتظاظ الغرفة التي أنام بها بالزوار نهاراً، إلا أني تحديت الصعاب وكنت أذهب لمزرعة والدي لاستذكار دروسي، وقد عشقت القراءة منذ صغري، ولم يفارقني الكتاب، فهو خير صديق لي في تلك الحقبة».

ابتعثت للخارج

تزوج «رضي» بعد التحاقه بأرامكو وأنجب أطفالاً، وابتعثته الشركة التي يعمل بها للولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته الجامعية في كلية الإدارة، تخصص محاسبة، وأضاف «تدرجت ترقيتي بعد عودتي حتى أصبحت رئيساً للقسم الذي عملت به، وحرصت في تربيتي لأطفالي على إعطائهم كل الحنان الذي حُرمت منه، فاتبعت في تربيتهم أسلوباً حديثاً قائماً على منحهم الحرية، وإشعارهم بالمسؤولية في الوقت ذاته، وأحمد الله أن أثمرت تربيتي فيهم خيراً، فجمعيهم ناجحون أتموا دراستهم الجامعية، فمنهم الصيدلانية والمدرِّسة والممرضة والإعلامية والمهندس، فدائماً ما صنعت الإرادة المعجزات».

تابع الموضوع على أخبار أم الحمام فيس من هنا