أين نحن من فكر الإمام الحسين (عليه السلام)وانسانيته

 

أين نحن من #فكر #الإمام #الحسين وانسانيته

هذه الأيام ونحن نعيش في رحاب ذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع ) حسين الإباء حسين العطاء حسين القيم والمثل العليا السامية فإن ثورته لا تزال حية تعكس تفاعل الأمة مع التاريخ في تحرك وعطاء مستمر ،الحسين ثورة للإنسانية ،وليس لأمة جده

لهذا يجب احياء هذه الشعيرة بتطبيق اهداف ورسالة الإمام الحسين (ع ) الإنسانية .

ولا يزال الناس يرددون ( هيهات منا الذلة) و(الموت أولى من ركوب ألعار) و(لن نركع الا لله) وغيرها من الشعارات التي اطلقها الإمام الحسين في ذلك اليوم البطولي.

ويعتبر موسم عاشوراء من المواسم المهمة والذي يحي فيه شيعة أهل البيت -عليهم السلام- ذكرى استشهاد سبط النبي الإمام الحسين (ع ) كما إن موسم عاشوراء تجسيدا للمبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية والإجتماعية ،وهم يمثلون منظومة ثقافية غنية بالسلوك الحضاري والديني والإجتماعي والأخلاقي.

 ونحن نحيي مجالس الحسين ونحي هذه الذكرى الأليمة بكل ما تحمل من معاني قيمة ورسالة ذات اهداف شاملة ،يجب ان نستثمر هذه الذكرى لترسيخ الإيمان والخلق والدعوة إلى التسلح بالعلم والأخلاق الفاضلة والثقافة والوعي الحضاري .

 طوال مسيرة الحضارات عبر التاريخ، لم تكن هناك كلمة قادرة على الثبات والصمود والرسوخ إلا كلمة واحدة ألا وهي كلمة قالها الإمام الحسين  (إني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي )

هذا هو هدف الإمام الحسين ورسالته لعموم أمة جده النبي الأكرم في ذلك اليوم المشهود، والذي نحيي فيه الذكرى في كل عام ،يجب ان تكون بمثابة تطبيق لهذا النهج الرسالي الثمين .

بعد هذه المقدمة .نتقدم بخالص الشكرإلى أصحاب الأيادي البيضاء التي تتشرف بخدمة الأمام الحسين في كل عام في المآتم والمواكب الحسينية وكذلك خطبائنا الأجلاء  ومضايف عاشوراء المنتشرة في أنحاء القطيف .

ماذا اعددنا لهذه الذكرى؟

ماذا اعددنا لهذه الذكرى الأليمة ونحن في رحاب أبا عبد الله الحسين (ع ) وهو بنهضته ضرب لنا أروع الأمثلة في التضحية والفداء وفي الاخلاق والعلم والمحبة والتسامح والبطولة والإباء والتربية دروساً كثيرة، سطرها سلام الله عليه من خلال نهضته المباركة التي اضاءت لنا شمعة لن تنظفئ على مدى الدهور.

ولاشك ان هذه الجهود المعطاء من الجميع من هؤلاء الشموع والسواعد العاشقة والهائمة في حب الامام الحسين تدرك مدى أهمية هذه المناسبة وتحاول من خلال مراكزها، التطويرفي مستوى الخدمة من كافة الجوانب  والوصول إلى الرضا وما يناسب شرف هذه الخدمة.

لانريد ان نهضم حق أحد تشرف بهذه الخدمة ولا نريد أن نسترسل عن سلوكيات أهل البيت فهي كثيرة ومتعددة.نريدأان نسلط الضوء على بعض السلوكيات الخاطئة والعادات السيئة التي تتعلق بالمأتم والمواكب الحسينية وكذلك بعض المضايف وطريقة الإرتقاء بمستوى الخدمة الشريفة التي تليق بمستوى وعظمة هذه المصيبة وصاحبها الذي علمنا من خلال نهضته عدة معاني يجب ان نقتدي ولو بجزء بسيط منها.

نتطرق  لعدة نقاط وأفكار مقترحه من نبض المجتمع حول  مستوى العطاء الحسيني واثره  على النفس وطريقة الإرتقاء به نحو مستوى افضل تليق بنا كمجتمع جعل من فكر ورسالة وأهداف الإمام الحسين طريقا نحو الإرتقاء بنفس وعبق الحسين لأنها تهم مصلحة المجتمع عامة.

إن مجالس الإمام الحسين تطورت عبر التاريخ ، ومايزال هناك مجال لتطويرها وتهذيبها للتناسب مع العصر والرسالة الحسينية. ومع

تطور عصر الإتصالات ينبغي ان يتطور المجلس الحسيني ويصبح مسؤولاً وقادراً على التأثير في المجتمع.

إلى أصحاب المجالس :

المطلوب من اصحاب المجالس الحسينية أن تكون بمستوى وعي وأهداف المجلس ورسالته.

لماذا لا يكون لهم لجان خاصة متفاعلة ويكون عملها ليس عشوائيا هدفه فقط تقديم الوجبات والخدمة المعتادة التي لم تتطور حتى الآن ؟ لا شك أن الإدارة في كل شيء تعد محوراً أساسياً لبقائها، فالسفينة بلا ربان ذي خبرة ودراية يصعب عليها أن تصل إلى الشاطئ بسلام. إن عدم إلمام البعض من الإداريين بفن الإدارة وهذا ما يؤخر الإرتقاء بالمجالس الحسينية.

لمادا لا تكون المجالس الحسينية كمؤسسة تخضع لإادارة ولجان متعددة ومتنوعة ، تتكون من لجان طبية ، لجان إعلامية ، لجان للضافية وللمنير وللنظافة ،و تكون كل لجنة متخصصة في مجالها و تقوم بتنظيم وتدريب كادرها بتقديم ورش طيلة الفترة من أجل تهيئة هذا الكادر وتدريبه ، فموسم عاشوراء وباقي المواسم بل والمنبر الحسيني ثري بعطائه في كافة المواسم خلال السنة .

كما وأننا نتملك القدرة على ذلك ولدينا شباب معطاء وخاصة  في مجال خدمة الإمام الحسين .حيث لاحظنا إن بعض المجالس لديها كوادر كثيرة ، لكن ليس مؤهله للخدمة الحسينية لقلة الوعي الثقافي .فعلى أصحاب هذه المجالس مسؤولية كبيرة وأهمها احياء مصيبة الإمام الحسين عليه السلام وباقي مصائب اهل البيت عليهم السلام  وهي مسئؤلية أساسية لا اختلاف عليها. لأن المجلس الحسيني مؤسسة دينية تملك موقعاً متميزاً جداً في الواقع الشيعي، وتحمل رسالة كبيرة جداً لها أبعادها العقائدية والفكرية والروحية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

لقد كانت ثقافة كربلاء تقول(الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)الحسين مدرسة الحسين الثقافة وثقافة الإيثار وثقافة العطاء وثقافة النصيحة وثقافة السلام والحب .ومانلاحظه من فوضى وتزاحم وانتشار غير مبرر للضيافة في امكان متعددة شيئ غير طبيعي . والمواظبة على عدم قذارة الشوارع والحفاظ على  نظافة امكان الضيافة التي تقدم فيها الاكل و الشرب من أكواب الشاي وعلب الأطعمة وما إلى ذلك. مما يسبب تراكم المخلفات في امكان التعزية وبذلك تعكس صورة غير حضارية . 

إن الحسين إنما استشهد للقيم الإسلامية بكافة جوانبها ومنها  السلوك الإخلاقي  المتمثل في المحافظة على نظافة البيئة.ايضا يجب على أصحاب المجالس مرعاة  الدقة في الوقت ،ولا يكون هناك تضارب لبعض المجالس مع بعضها والزام الخطيب على المواظبة والحضور في وقته المقرر.

المنبر نبض الأمة:

المنبر نبض الامة والأمة هو المجتمع ،والمجتمع هو المستهدف بكافة فئاته العمرية وتقسيماته الذكوري والأنثوي وهو للدعوة والتقارب والتلاحم بين فئات المجتمع كافة ولا نغفل عن القضية التاريخية وسيرة واقعة الطف بكل ابعادها فعاشوراء مدرسة البطولة والفداء والقيم والأخلاق ،وهناك عدة ملفات شائكة وقضايا عالقة ومستمرة  تعترض مسيرة الأمة او المجتمع  وأهم هذه القضايا الاسرة والمجتمع ويمثل المنبر الحسيني مدرسة غنية تضج بالعطاء الفكري والثقافي، وتقدّم دروسا تاريخية للمستمعين، هي خلاصة ما استوعبه الخطيب من زادٍ خلال عام.

ويجب ان يكون هناك تلاقح معلوماتي وفكري بين المستمع والخطيب ،فعاشوراء مدرسة متنوعة سطرها الإمام الحسين ومن دروسها أن تُعلمنا ان نتحرك ضمن رؤية وأهداف رسمها لنا  الأمام سلام الله عليه في كربلاء.

 أن للمستمعين دوراً من الحضور في مسيرة إحياء العطاء الحسيني، والإستماع للخطابة الحسينية، ويعتبر الحفاظ على حيوية إحياء هذا الحضور من أهم المسئووليات التي ينبغي على الجميع ، كلّ في موقعه  ، فالمستمع نفسه عليه مسؤولية وكذلك الخطيب ، وإدارة المجالس.إن حضور المستمعين في المجالس الحسينية، يتفاوت من منطقة إلى أخرى، ومن مجلس إلى آخر.

 ويجب أن يخلق الإنسجام والوئام القائم بين المجالس في المنطقة الواحدة، بحيث يتبادل منتسبوا المجالس الحضور في المآتم الأخرى بحيث يكون كل مجلس هو مجلس للمنطقة كلها، وليس لجماعة خاصة.

 والنقطة الأخرى هي إدارة ألمجالس فكلما كانت إدارة المجالس تعبّر عن رغبة إرادة الجماهير الحسينية في المنطقة وتتميز بالنظم من جهة، والأخلاق الحسنة والتعامل الراقي بين الجميع  من جهة أخرى.

وان يسهم المستمع في طرح ما ينبض به فكره ويبرزأاهم المشاكل التي تتصدر أولويات المجتمع.وعلى الخطيب أان يقدم أوراقه للمستمع ويركز على ما يحتاجه المستمع ويتفضل بتوجيه ذلك للجمهور المستمع له ، لأننا في هذه اليالي يجب ان نركز على القضايا والمشاكل الأسرية وغيرها  التي تحيط بنا من مختلف الجهات  .

وان يضع الخطيب استبيان لكل ليلة وحلول لهذه المشاكل بمساعدة جمهور المستمعين مستغلا تواجد فئات عمرية مختلفة , من طلاب وأكاديميين  ، يفتح لهم محور المشاركة وطرح الأفكار لأن توثيق العلاقة بين الخطيب والمستمع اصبح شيء ضروري ومهم في عصرنا هذا. ،بذلك ستكون مجالسنا في توهج وتفاعل من الجميع عندما يكون الخطيب قد أسهم في إعطاء دورا لهذا المستمع والذي حضر ليستفيد ويفيد اسرته ومجتمعه ،

ومحاولة ربط المعلومة التي يلقيها الخطيب في الجانب العقائدي والتربوي والعاطفي بما ورد في كتابه الكريم واحاديث النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم ليشعرالمستمع بأنه قد أخذها من الأصول والمنابع الصافية وليست تحريضات او اجتهادات شخصيةأاو تقليديات ما  انزل الله بها من سلطان ،لتكون الكلمة لها أعظم الأثر في سكون النفوس للمعلومة التي يتحدث عنها وانشداد المستمعين نحوها ،وتركزها في نفوسهم وتفاعلهم معها. فيما عدا يوم العاشر من المحرم الذي هو يوم العزاء ويوم المصيبة التي حلت بأهل البيت عليهم ألسلام. من الامور التى لا تحتاج إلى بيان أاهمية المنبر الحسيني. اهمية كل شئ انما هو بقدرما يؤثر على المجتمع. بهذا المقياس البسيط نجد أن المنبر الحسني له تأثير كبير جدا على المجتمع الموالي لأهل البيت عليهم السلام ، وقد صنع تأثيرات سياسية وثقافية واجتماعية وفكرية  خصوصا في المنعطفات والأحداث المهمة في التاريخ .

المواكب الحسينية:

(ومن يعظم شعائر الله فأنها من تقوى القلوب)

يجب ان تكون هناك هيئة خاصة للمواكب تتفرع الى لجان خاصة  تشرف على المواكب الحسينية وموحدة في القطيف ، تكون الجنة منتخبة من الشباب المؤمن المثقف بفكر نبض المنبر من شعراء ومفكرين وأدباء ،وتحتوي اللجنة عدة لجان للنظام ،والإعلام ،الضيافه، و من كافة مناطق القطيف على غرار الفعاليات والأنشطة الأخرى عندما تتوحد الجهود والطاقات الحسينية المثقفة تحت لواء حسيني واحد بعيدا عن التشنج والعنصرية ،فالحسين بذل مهجته في سبيل العدل والمساواة وسمو الاخلاق.

 هكذا نحيي الشعائر الحسينية التي هي صناعة للفكر والحضارة والسلوك الإنساني الراقي هكذا نجتمع تحت لواء الأمام الحسين بالحب بالسلام بسمو الأخلاق بنظافة قلوبنا وبيئتنا بنسجامنا في مجالسنا ومواكبنا وضيافتنا نبتعد عن التنافس والتشنج والمناظرة تقوية المجالس الحسينية تمثل الطريق الناجح لبناء الاستقرار الاخلاقي والنفسي للشخصية الانسانية لأن الإمام الحسين فكر انساني وعطاء بلا حدود .فشعائر الله تعالى هي كل شيئ يقودنا ويذكرنا ويدلنا عليه سبحانه وتعالى وتعظيمها دليل على تقوى القلوب.

سأل الله تعالى أن يثبّت لنا قدم صدقٍ عنده مع الحسين (ع ) وأصحاب الحسين ، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع )، في الدنيا والآخرة، إنه نِعمَ المولى ونعم النصير.

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية