الحسين (ع) رحمة للعالمين

#الحسين رحمة للعالمين


ها هي الأعوام تتوالى، والسنون تتلوها السنون، وذكرى الحسين تتجدد غضة طريّة في كل عام، باقية تضرب بجذورها في عمق التاريخ مذكّرة العالم بإنتصار الدم على السيف، وغلبة الحق على الباطل، الحق الذي تجسد في الحسين ع، فهو عين الإيمان وحقيقته، وما أعداؤه إلاّ عين الكفر وحقيقته، فلا يزال الحسين مخترقاً نواميس الطبيعة حتى غدت ذكراه حيّة يلهج بها المحبون في كل حين وحرارتها في أفئدتهم لا تنطفئ أبدا.

في ذاك الزمان.. حين غُيّبت معالم الدين، وتفشى الفساد في أرجاء البلاد، ولم يأمن المظلوم من العباد، حينما كانت تعيش الأمة سباتاً غيّب تعاليمها الدينية، لم تقبل تلك الفطرة الإلهية النقية بحياة تُنتهك فيها شريعة السماء، بل لم يكن يرى الإمام الحسين الأمة إلا وقد غرقت في وحل الانفلات والانحراف، والطاغوت يعبث بدين الله الذي بات لعق على ألسنة البشر، حينها لبىّ الحسين ع نداء الشهادة مرخصاً روحه الطاهرة والأنفس الزكية التي سعت في ركبه ليكونوا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

وقائع سجلها التاريخ بحبرٍ أحمر، قد رسمت أحداثها لوحة ملؤها البؤس والحزن والألم، هي كذلك فعلاً .. لكن أمعن النظر .. هل ترى شموخ عليّ ع وعزّة العباس ع، ألا تسمع ذلك الدوي الذي يملأ الخافقين، ألا تسمع النداء الزينبيّ، ألا تسمع نداء الصابرة المحتسبة .. خذ يارب حتى ترضى.. نعم هي زينب بنت فاطمة (عليهما السلام)

فلا تزال الأمة تعيش في كنف الإمتنان لتلك الدماء الزكيات، التي أهرقت لأجل الحق والعدالة فاستقام الدين بها بعد أن انتهكها طاغوت ذلك الزمان، وما تلك المراسم العزائية العالمية والشعائر الحسينية إلا نزر يسير من حق عظيم الدهر (الحسين بن علي عليهما السلام) على البشرية بل هو إلى التقصير أقرب .. إن الإمام الحسين يمثل الكمال في الأرض ولا غرابة في أن يعجز الناقص وهم البشر عن أداء حق كامل أعطى الله كل شيء فأعطاه الله كل شيء.

لنتجتهد كلٌ من موقعه لنقدم قرابين الحب والولاء لإمامنا ع في شهر محرم الحرام حتى نكون ممن شملهم دعاء الإمام جعفر بن محمد الصادق "أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا"..