ثقافة العمل التطوعي

 

التشتت من خلال اللامركزية في العمل التطوعي ، والتزاحم المفرط في جدولة الأعمال يبعد النتيجة عن التكاملية ، فإن الكيفية أرقى من الكمية حيث الأخيرة بمثابة استنزاف للطاقات المبدعة ، وإدخالٌ للعمل في بوتقة اللاتفاعلية من قبل الآخر ، هناك أعمالٌ تشق طريقها عبر اختراق عنصر الزمكانية ، فتكون خالدةً بما تملكه من تمددٍ يستوعب الفناء باتساعه ولا تتحجم بالزوايا ، والأروقة .

يوجد في القطيف أعمالٌ تتسم بما ذكرناه أولاً ، وهنا نضرب مثالاً : حملة إطعام وإسهام ، هذه الحملة التي تفتح خياراتٍ جديدةٍ مواكبةٍ للحداثة حيث لا نطيل التأمل فيها فهي واضحةٌ كوضوح الشمس لكل متأملٍ حذق يقرأ ما بين السطور ، إضافة ، كثرٌ هم من كتبوا في كربلاء الحسين عليه السلام شعراً ولكن هناك قصائدٌ شعريةٌ تمتعت بالاستمرارية ، وتتجدد يوماً بعد يوم وعلى سبيل المثال رثائية الجواهري ، شممت ثراك فهب النسيم.

يعتقد البعض بأن العمل التطوعي يحتاج إلى تقنينٍ يأخذ بيديه ناحية الابتكار ، فيتولد الإبداع ، ذات يومٍ كنت واقفاً أمام إحدى الإشارات ، فرأيت إعلاناً مفاده : محاضرةٌ في تعريف ثقافة التطوع ، أو العمل التطوعي ، نعتقد تواضعاً بأن هذا ما نحتاجه فعلاً ، نحتاج أن نتعرف ، ونستوعب ثقافة التطوع التي يتقنها الآخرون من أبناء القطيف الذين نبصر أعمالهم فلا يسعنا إلا أن نرفع القبعة احتراماً ، وفخراً بهم .

همسة : لقد قصمت ظهرنا ثقافة الكم انتشاراً ، وثقافة الكيف اختناقاً .

معلم لغة عربية