وقفت على الأطلال

وقفت على الأطلال وقفة حائرِ
أكف الجوى صبراً ولست بقادرِ

وما ضرني بالأمس كظم لحسرةٍ
كذاك وبث الحزن ليس بضائري

فما بالها الأشجان حطت رحالها
بداري وأرخت للدموع محاجري

وما بالها تلك الصروح وقد غدت
عليها تسف الريح دمع المقادرِ

فقم واشتكي لله ظلماً لعصبةٍ
تبنت لهدم الدين كل الذخائرِ

أقامت من الأحقاد ديناً لهدمه
فظائعه تنبي بخبث الضمائرِ 

أوائلهم قتل الوصيين دأبهم
وطمس بقايا الدين دأب الأواخرِ

وأجلافهم حول القبور كأنهم
يخافون من أجداث تلك المقابرِ

فقل للذي يرجو امتهاناً لديننا
خسئت وقد أرداك خوفُ الحفائرِ

أترجو على الأحياء نصراً مؤزراً
وأنت على الأموات لست بقادرِ

يقولون أن الموت يفني وفوده
كقول دعي بالنبوات كافرِ

ورب كفور نال في الكفر جنةً
ورب على الإسلام ضلت معاشري

فبعداً لإسلام يدنس فطرةً
وياحبذا بالكفر طيب السرائرِ