أنا دكتور ولا أعرف كيف أتعامل مع زوجتي؟

تم اللقاء بهم بإحدى مقاهي الشاي وبوجود أبيها، وجلس الزوج المثقف أمام زوجته التي هجرها منذ خمس سنوات، كمعلقة لا مطلقة.. إنها لا تستطيع حتى النظر في عينيه لثانية واحدة! وهو كذلك، إنه خليط من خجل وحب وعزة بالإثم.

هو دكتور، لكن لم يستطيع أن يتكيف مع زوجته، فأخبرتهما بأني سأعطي خمس دقائق لكلاً منهما كي يتحدث دون مقاطعة من الطرف الثاني، فبدأت الزوجة بالبكاء قبل أن تتكلم، وقالت: أول مرة ومنذ زواجنا سيستمع لي دون أن يقاطعني.

قالت: مشكلتنا إنه هو من يتخذ القرارات لوحده في شؤون المنزل وخارجه، وليس لوجودي أي تأثير بنظره إلا عندما أستلم راتبي الشهري وأعطيه نصفه أو كله أحياناً، وكأنني قطعة من أثاث المنزل، وإنه بمجرد دخوله البيت يتخذ من الصمت سبيلا، فيقتصر سؤاله على الخبز ومصروف المدرسة؟ أو أين ريموت التلفاز! وإذا وقع خلاف بيننا على أسباب تافهة بخصوص الأولاد، فهو المتحدث فقط، ولا يعطيني فرصة للكلام أو المشاركة، وعندما أطرح رأيي كأنني أتكلم مع الجدار وهو يقرأ كتاب أو يتكلم مع أصحابه بالجوال، ويردد دائماً بأن زواجنا تقليدي، وأنني لست من اختياره، بل من اختيار أهله عندما كان طالب بالجامعة.. بصراحة يوجد كلام كثير وخاصة علاقتنا العاطفية، ولا أستطيع التحدث عنها أمامكم، لكن أختصرها بأن همه نفسه، فهو دائما طائر عنا، ويقضي معنا ساعة أو ساعتين ثم ينام، ويده طويلة وعصبي وحاد، وعندما يتحدث مع أصحابه الضحكة تصل إلي الشارع، هل تصدق أنه ضربني مرة بسبب ضياع الريموت، لكن مشكلتي الرئيسية معه إنه لا يستمع لي وأنا أتحدث.

الزوج: كيف لا أستمع لها، هي ثرثارة، وهذا معروف عن النساء وهن أنصاف عقول، وتعمل من الحبة قبة، وأنا ليس لدي وقت كي أثرثر معها بكلام تافه عن ملابس أو حقيبة أشترتها أو بخصوص زميلاتها بالعمل، وأما عن سؤالي عن الريموت كما تدعي، فهذا سؤال كل الأزواج عندما يدخلون بيوتهم، ومن حقي أن أعود البيت وأجده مرتب ومنظم كما تركته، فأما قلمي ضائع أو بعض أوراق كتبي مقطعة، وعند سؤالها ترمي مع الأسف معظم أخطائها على الخادمة والأولاد وهي المهملة.. لكن المصيبة العظمي إنها تنقل أخبارنا الخاصة إلي أهلها، وهذا ما يزعجني! وعدة مشاكل حدثت مع أهلي بسبب تصريحاتها الغير مسئولة، وشيء مهم أريد قوله، ما أن أدخل البيت حتى تقف أمامي وتشتكي وتريد وتطلب، وترمي كل ثقل الدنيا على رأسي، وأنا مازلت بملابس العمل ولم أستحم!

فسألت الزوج: هل سألت زوجتك عما يضايقها بالحياة، وطلبت منها أن تفضفض بما بقلبها؟ وسألت الزوجة: هل تبتسمين لزوجك عند دخوله المنزل؟ وهل تعتبرينه شريك حياتك أم عامل أو سائق للتوصيل؟ وسألتهما معاً: هل تعطيان بعضكما وقتاً خاصاً بكما في النهار؟ هل خرجتما لوحدكما؟ هل توجد بينكما هدايا؟

أحبتي، يجب أن نتعلم ثقافة الاستماع، فالمرأة تحب أن تجد من يستمع لها، وهي أهم مسببات المشاكل بين الزوجين، وأعطيا نفسيكما وقتاً خاصاً بكما غير وقت اللقاء العاطفي، فكثير بالحياة يستحق العناء والاستمتاع، فجلسة فضفضة بينكما، وملؤها ابتسامة بلغة المودة والرحمة، ستكون الأجمل بأرشيف زواجكما.

قال تعالى« وجعلنا بينكم مودة ورحمة » فإن لم تكن تحب زوجتك فأحترمها، فكما أنت تريد، زوجتك أيضاً تريد، وهكذا هي الحياة « أخذ وعطاء »

روائي وباحث اجتماعي