حَجَجْتُ روحكَ ...يا حسين

 

حَجَجْتُ روحكَ لما اثّاقلت صِوري

يهفو إليك  خيالي ساحلي شَجري

عَرَّفتُ في أشطر العشاق مُعتمراً

قلب الحداة إذا اشتاقوا إلى المطرِ

وجئت كونك في أسمال منكسرٍ

يقودهُ العشقُ أعمىً فاقدَ البصرِ

في جرتي رقدت أطفال  أسئلةٍ

عطشى إليك حشاها ناقع الكدرِ

يا مجمع النور يا وِرداً به انفحتْ

حدائق الحق و الإيمان و الظفرِ

بك استضائت خيول الحق فنطلقتْ

عبر الزمان  تقود الفكر و الفكّرِ

جددتُ فيك دمائي حينما بَرُدتْ

مني الركاب وبات العزم كالحجرِ

يا رائد العشق يا زيتون قافيتي

يا آيةً اُحكمت في باطن السُورِ

يا جمرة الحزن ما شبَّت بمنعرجٍ

من الاضالعِ إلا قالت انتصرِ

فيك انطوت سيرة الأحرارِ وامتثلت

لك العصور فما خانتك في السيرِ

يا دمعةً نزلت من جفنِ فاطمةٍ

إلى الحياةِ رسول الحب للبشر

تفاحة الحق في أحشائها نضجت

جبريل ُيخدمها في الليل بالسهرِ

روح النبي ّ بنت في روحهِ سكناً

ولحم حيدرَ كان الطوبَ في الجُدرِ

الله  شكله  ُمن نوره  فغدا

في صورةٍ يا لها من أقدس الصورِ

لهفي عليه وقد غالوه منفردا ً

أهل الضلال عطيشاً جانب النَّهرِ

وجيء بالنارِ في خيلٍ مدججةٍ

كالحقدِ  تحطم لم تُبقي ولم تذرِ

مساحة الجرح غطت كل جارحةٍ

وما قضى حقدهم من جسمك الوطرِ

دماك تغرس في الأصلاب  ِجمرتها

ليَجتني الدين زرعاً لاهب الثمر

تعطرت كربلا من فيضكم فغدت

صناجة  ُالعزم ترمي الظلم بالشرر

حسين يا جنة الأحرارِ ما فتئتْ

دماك سهماً بعينِ الظالمِ الأشرِ