على حافة الكلام


(1)
على شفير ألسنتهم مليون علامة تعجب !!!

قبل أن تنبس اللغة الأنثى ، قبل أن تمتد حبال أمزجتها إلى قعر الرغبة ، قبل أن تصطدم أفكارها بجدران تأتأتهم وفأفأتهم وكأكأتهم ، وقبل أن يبتل صدرها بماء الكلام ، ثمة ظمأ لزبد الثرثرة على شط الأفواه وألف آه لا ترويها كل اختلاجات سطورهم المشئومة التي دونوها على رقاع صدورهم نفثاً وازدراءاً وشزراً .


(2)
ترى هل كان بوسع نظراتها المصدومة البوح بالمكنون ، قبل أن تتشرنق ألسنتهم ، وينفلت عقال صبرهم تجاهها أكثر وأكثر ..  

 

(3)
يستبد بها القلق ، تبعثر الخطوات ، تنتفض جوارحها ، تعلن نظراتها النفير وقبل أن يفور لديها تنور الكلام ، ينقطع حبل اللغة في حشاشة صدرها ، تنظر بحسرة ، تغمض وجعها ، ليغيب في دهليز حلزوني لا متناه ، لا يكاد يسمع رجع صداه إلا هي .


(4)
على حافة الكلام .. دسر تبحث عن إسفين ..

وقبل أن تطلق شفتيها عصافير البوح من أعشاش قلبها الكمثري ، تخونها العبارة ، فتجهش بالبكاء ، تُروي بقطرات دموعها ما عجز عنه دلاء ظمأها ، تمتد يديها أمامها ، تلتقط قبضة من هواء الحزن لتعتصر قلبها وهي تغمض عينيها الجميلتين . 

* * *

(5)
عيناها المثقلتين بالإجهاد والتعب كتاب مفتوح ، لا يمكن أن تخفي سطوره بحبر كتمانها السري حتى لو أشاحت بوجهها وحملقت في غيهب صمتها ، ولو التحفت ألف خمار من الشرود الذهني .

، تنظر في المرآة لوجهها الشاحب فتفضحها الصورة ، ألوان شفتيها المبعثرة لم تكن لترحمها ، صوتها المجهش المبحوح يزيدها قلقاً على قلق ، تحاول أن تستدرك بتانقها وألوانها الصارخة لتستعير لون الفرح المصطنع ، لعل بمقدوره أن يضفي مسحة من الرتوش ، ربما يكون بمقدور الصورة هذه المرة ترميم تقلب فصول انفعالاتها على مدار اللحظة ، وربما يسعفها شكلها الجذاب وخاتم خدها المنغرس على تشتيت ألوان الحزن هذه المرة .
 

(6)
يبست شفتيها الظمأى لماء الكلام وفي فيها ما فيه ، ووراء الأكمة ما وراءها ، بقيت تترسم حبل الخلاص وتعد مسافات الآه ، خفقة إثر خفقة ، وتنهيدة إثر تنهيدة ، محاولة السير على حافة الكلام ، كبهلوان يجيد مسك عصا التوازن حتى لو خانه جمهور المشجعين من حوله .


(7)
هل كان فمها البلوطي لا تتسع جغرافياه لاستيطان اللغة ؟؟ أم أن حشرجة التضاريس الوعرة أفقدتها القدرة على التوازن ، وهي الأنثى التي تستطيع بتضاريسها أن تدهش العيون وتسلبها القدرة على الكلام . 


(8)
على أطراف الزمكان أسندت رأسها على كفيها الناعمتين المغموستين بالحناء وغابت ، ومن هناك أطلت على فضاءها المعشوشب ، أطلقت العنان ثم ... . 


(9)
تساءلت على حافة الكلام هل هنالك للغة من متسع ؟

أم يبقى الصمت والصورة أعمق ؟

أم هما الكلام ذاته ؟!