شخصيات دينية واجتماعية تدعو لنبذ الأفكار العنصرية

شبكة أم الحمام القطيف - علي آل ثاني

دعت شخصيات دينية واجتماعية إلى ضرورة التعايش المجتمعي الذي يصب ضمن أطر اسلامية تربوية منبثقة من قيم ومبادئ النبي والأئمة الأطهار، والذي يقوم على الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، ونبذ عن الأفكار والثقافات التي تعزز الاختلاف والعنصرية.

جاء ذلك في حضور مميز في محفل أحياء مسجد الرسالة بالقطيف ذكرى مولد النبي الأكرم مساء يوم الخميس 16 ربيع الأول 1438، وتحت عنوان «رسول الله يوحدنا»،

في أمسية تعددت بها الفقرات الثقافية والدينية بمشاركة فيها نخبة من رجال الدين والكتاب والمنشدين، قدمها هاني الدار استهلت بآيات من الذكر الحكيم للقارئ الدولي السيد بدر الحجي.

وقدم الكاتب بدر الشبيب كلمة تحت عنوان «التمسك بكتاب الله وهدي رسوله طريقا للاعتصام بالله» أكد خلالها ضرورة الاعتصام بهدي الله وكتابه وما بث فيهما من منهج وحدة الأمة وأن الدين جاء لرفع الاختلاف، حيث كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ومن هنا كان تركيز الخطاب القرآني الذي بلغه المصطفى محمد شديدا على الدعوة للاجتماع ونبذ الفرقة.

واختتم بقوله: "نعم رسول الله يوحدنا ولكن بشرطها وشروطها ولعل من أهم الشروط الأرضية الصالحة للوحدة بنشر ثقافة الوحدة القرآنية والنبوية ونبذ الفرقة والكراهية.

حث سماحة الشيخ حسين المصطفى ضمن حديثه «الوثيقة المدنية.. الأسس والمبادئ»، على مبدأ التسامح والتعايش بين أطياف الأمة الواحدة التي جاء بها النبي محمد منذ قدومه مهاجرا إلى المدينة المنورة، ووضعه بنود أساسية في الوثيقة النبوية والتي ركزت على الأمن الاجتماعي والتعايش السلمي بين الجميع وضمان حرية الاعتقاد والتعبد لكافة الطوائف وهذا إعلان صريح للوحدة الوطنية بين أفراد وطوائف المجتمع، مع التركيز على ترسيخ مبدأ المسؤولية الفردية.

تضمن الحفل تقديم قصائد شعرية ولائية منها ألقاء الشاعر ياسر آل غريب قصيدة «رسالة مسك»، وأنشدت فرقة سيد الشهداء أوبريت بعنوان «طفل عليين».

شدد سماحة الشيخ حسن الصفار خلال كلمته على أهمية إشاعة روح الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، متأسفًا على الحالة التي وصل لها المجتمع من حالة النفور والتباعد، ذاكرًا الأسباب ذلك ومنها؛ أولها السبب النفسي وتضخم الغرائز الإنسانية وعلى رأسها غريزة حب الذات، سيطرة الثقافات والعنصرية وتسربها بشكل أفكار يشعر الفرد بأنه أفضل من غيره، بالإضافة إلى الخلل في العلاقات الاجتماعية التي تحوطها العداء والكراهية بين الأفراد.

وأكد على دور الرسالات الإلهية التي تعيد الإنسان إلى حالته السوية وتعالج هذه الأسباب السالفة الذكر، وفق التشريعات والقيم الدينية، وتدعو للعلاقات السليمة التي تقيم الحقوق بين الإنسان وأبناء مجتمعه، مستشهدًا بالدور الرسالي الذي بذله النبي واستطاعته في إنهاء حالة النزاع وإشاعة الألفة والمحبة بين قلوب الناس.

وتأسف على الممارسات التي تدعو إلى التنافر بين التجمعات الدينية، واتخاذها الدين كغطاء لتعطي نفسها مبررات دينية من خلال الفهم الخطأ للدين، وإجازة التعامل مع إخوانه المؤمنين بالهجران والحقد والكراهية بسبب تضارب المصالح، وأصبح التلاقي شكلي، مما أوجد لديها الرغبة لاستهداف دماء الأبرياء والناس الأمنيين.

وطالب الصفار ونحن نحتفل بميلاد الرسول علينا أن نضع مبادئه وتعاليمه نصب أعيننا، وأن ندخل السرور والفرح عليه وعلى أهل بيته بتطبيق هذه المبادئ والتعاليم.

وصاحب الحفل فعاليات معرض الكتاب حيث شاركت المكتبة القطيفية للباحث السيد عباس أمين الشبركة بمعرض للكتاب القطيفي، بعرض مؤلفات عن السيرة النبوية لكتاب قطيفين، وكذلك جماعة الخط العربي بمعرض للمخطوطات الإسلامية.