فقط لأنك فيها

 

أحبُ الحياة ..

لأنك حين تمنحني فيها وجهاً آخر ..

أكثرُ بياضاً من ندفة ثلجٍ بِكر .. سقطتْ في نقاء طبيعة ..

يضمحلُ أمام روحي كل شيء .. وتتلاشى كل البقع السديمية أمام

وهج حضورك ..

فـ : أحبُ الحياة ..

 


حين تمرر برقةٍ .. دون إدراك مني .. دون أدنى انتباه ..همسة كملمس

الحرير … تدفعُ حواسي للخدر الملتّذ بنعومة..

فأكاد أراقص الغيوم ..

فلأنك هنا .. أحب الحياة ..
 

 

مأتمرةً بإشاراتك .. لترسم في قلبي لوحة ربيع تكادُ تنسيني أن الشمس

تغيب .. أو تختبئ خلف سحابات الهمّ … فأحبُ الحياة ..

 


لتصوغَ منها لحناً لا يشبهه إلا أنت ..يخترع السلّم الثامن .. يدفعُ الموجودات للرقص في السماء الثامنة .. فأحبها ..

 


ساعةَ ألتقيك .. فأتجرّد من كل شيءٍ إلا معناي الأول .. و

أعودُ إلى باكورة أناي .. لا أكاد ألامس الأرض ..

وتكاد تحملني السماء ..

 

حين تلامس وجهي روحُك.. فتنتشي ذراته بالخمرة المُطهرة ..

بينما أجد الأشياء .. كل الأشياء حولي.. حتى البسيطة منها ..

تستبقُ لهفةً علّك تجود عليها بلمسة ..

و إن كانت من باب الصدفة !

 


حين تمتزجُ أنفاسها بهوائك .. فيصبح لكلِ شيء نكهةٌ أخرى

ولكل عطرٍ نفحةٌ أخرى ..

ولكل شيءٍ .. شيءٌ آخر يفوقه عبقاً ولذة !

 


حين تختفي ملامحي .. ويصيرُ وجهي منثوراً على فضاء الأوهام ..

فأجري نضال البحث عن سمةٍ تعيدُ إلي سمةَ المعنى ..

فلا أرى إلاك ..
 

 

فقط لأنك..فيّ..

فقط لأنك فيها !

و أحب الحياة ..

و أحبها ..

و أحبها ..

و أحبها ..

و أحبها ..

و أحبها حين يفترُ مبسمك عن ضحكةٍ تتنافس عليها أحرف النوتات ..

ولأنك حينَ تتغلغل مسامي بلمسةٍ حنونة .. ترقصُ الألوان طرباً

و أحبها ..

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
احمد العزيز
[ السعودية - ام الحمام ]: 6 / 11 / 2009م - 1:58 م
الأخت الاستاذة / عايدة - ادامك الله
كانت لغتك بسيطة وسلسة , مليئة بالعذب من الكلام المباح , منتشية بعمق الصورة وجمال المعاني .
ماأحوجنا الى الكثير من تلك الكتابات والقصائد والنثريات لتفيض المزيد من ندى الصباح على عيون القراء .
ولك الف تحية .
2
موسى جعفر آل رضوان
16 / 11 / 2009م - 11:28 م
الاديبة المبدعة عايدة عبدالله راضي الحرز
احييك واحيي هذه اللغة الناضجة والرائعة
واعتقد أن الوقت قد حان لكي تقطفي ثمار هذا النضج الادبي أسفاراً نقرأها و يقرأها القاصي والداني في هذا العالم المترامي الاطراف
قرأت نصوصك قبل عدة سنوات وسأعيد قراءتها على الدوام لأن اللغة الراقية تعيد تشكيل السليقة والذائقة الفنية على الدوام ابداعاً يستحق التوقف أجلالاً تماماً كالنهر المتجدد ..