المرأة في رمضان «أميرة الأميرات»

لايخفى على الجميع الظغط الشديد الذي يقع على المرآة في رمضان ان كانت ام او زوجة او اخت. وانا اتحدث من واقع اراه كل يوم طيلة شهر رمضان المبارك والمجهود الشاق والمتعب حقاً التي تقوم به المرأة في الشهر الكريم إرضاء لعائلتها وبيتها وفرحتها وهي تنجز عملها بنجاح وبعدة اطباق متنوعة في ساعات معدودة. عطفا على انها ايضاً لا تترك الجانب العبادي لها من تلااوة ودعاء وقيام.

هنا يجب ان اننوه الى امر هام جداً له مفعوله السحري على نفسية الزوجة.

وهو على المحيطين بالزوجة وأولهم الزوج ان يراعوا جيداً ماتقوم به من اجل اسعاد الجميع واحترام كل الاذواق بعمل الاطباق المفضلة لهم وارضاء كافة الاطراف، فكلمة تقدير واحدة قد تذهب ما حل بها من ارهاق وتعب طيلة اليوم وترسم الابتسامة على وجهها.

وبحلول شهر رمضان تتضاعف متاعب المرأة التي يتنكر لها بعض الرجال، وهنا يبرز الفرق الكبير بين المرأة والرجل في تحمل اعباء هامة وخاصة امور المنزل من طهي للطعام وتدبير شؤون الابناء.

فبعد الظهر بقليل تبدأ الاستعدادات للمغرب بتهيئة كافة انواع الاطعمة والعصائر بشتى الأنواع وكذلك القهوة والشاي حتى تكون طاولة الفطور ملآى بكل الاصناف والأشكال من المأكولات والمشروبات، ويجب عليها أن تحرص على المقدار اللازم من الملح والسكر حتى لا يغضب الرجل، والأبناء بدورهم كل وشهيته ومتطلباته والمرأة واقفة بالمطبخ ومتنقلة بين المطبخ ومكان الأكل وحرارة الطهي ولا تهدأ المسكينة إلا مع اذان المغرب لتقوم بدور آخر هو عملية التوزيع والترتيب وتنظيم السفرة.

ونحن في نهاية هذا الشهر الكريم

والفضيل هناك رسالة لكل زوج....

«رسالة الى كل زوج»... ماذا تقول بحق أميرتك التي تطهو لإفطارك في شهر رمضان رغم زحمة الأشغال؟ في كل عام يحل علينا شهر الله العظيم بأطباقه الشهية المشهورة، وبجوائزه ومكافآته الإلهية لنا، فخيرات الله ومكافآته كثيرة لا تحصى في كل بيت وفي كل يوم وليلة، خصوصاً في شهره الكريم، حيث تتضاعف الحسنات بمقدار الأعمال. ففي كل بيت يوجد مطبخ أو حتى مطبخان في حال كبر حجم العائلة، لكن الغريب أنه ليس في كثرة المطابخ وكبر حجم العائلة، إنما استغرابي هو من يدخل المطبخ؟ ومن يتحمل طوال الوقت العمل في المطبخ؟ ومن يعد هذه الأطباق الشهية الحارة والعصائر الباردة كل يوم؟ كطبق الشهر المشهور «الثريد بمرقة اللحم والخضراوات»، المرقة التي تبهظ كبار «الشف» في فنادق 5 نجوم والتي تسيل لعابك في كل مساء، وأنت تشم رائحتها من بعد قبل أن يرفع الأذان.

كذلك الأطباق الباردة، كالحلويات بكافة أشكالها وأنواعها، والأطباق الأخرى التي لا تعد ولا تحصى فهل سألت نفسك في حينها من أعده كل هذه الاطباق في يوم واحد وساعات معدودة؟ لا لن تسأل لماذا؟ فبالك وعقلك راح معه ومع رائحته الطازجة، وقد نسيت حتى أن تقدم الثناء والشكر لليد التي أعدته، إلا حينما تملأ معدتك منه. رميت كلماتك المعسولة «تسلم هاليد التي طهته»، لأنك اعتدت على أطباقك الشهية كل ليلة، فلماذا تسأل؟ ولكن لو في إحدى ليالي الشهر الكريم، حضرتَ إلى بيتك ولم تجد شيئاً، هل ستصمت؟ أم ستخرج عيناك خارجاً، وينتشر شاربك وتتمدد شرايينك، وتكسر أي شيء أمامك؟ من الطبيعي بمكان أن الإنسان يسأل عن المفقود وليس عن الموجود، ومتى يصبح الكنز عزيزاً وغالياً؟ بالطبع حينما يفقد أو يختفي.

أحبتي... بالمختصر المفيد من عنده زوجة، او أم، اوأخت طباخة ماهرة فهي «أميرة» وأميرة الأميرات، وأميرة الطهاة في فنادق 7 نجوم، وليس كل أميرة هي أميرة، فكم من أميرة متربعة القصر والخدم والحشم يخدمونها وهي لا تفقه أن تعد لزوجها طبق بيض أو فنجان قهوة!

لكن أميرتك التي في بيتك وخصوصاً عندما تكون عاملة ذات وظيفة، تعود من عملها لتباشر شئون الطهي فهي أميرة بحق وحقيقة، فلها الكثير من الأجر والثواب، فاشكر ربك على نعمه الظاهرة والباطنة وبالأخص زوجتك التي تعد لك الأطباق الشهية كل ليلة وهي صائمة مثلك، حيث تتعرض لحرارة الموقد وحرارة الطقس، وتصبر على التعب وتتصبر على إعداد أطباقك، حتى تخرج لك ثريداً ولحمة مشوية شهية، أو شوربة دجاج أو كبسة سمك او ربيان ولحم وغيرها من الاطباق المنوعة.

فلو ذهبت يوماً إلى أحد المطاعم لن تجد أطباقك وستدفع الضعف خالي البطن، إذن ألا تستحق أميرتك الثناء والشكر كل ليلة؟ ألا تستحق هدية طوال الشهر وهي تعيش في المطبخ طوال الشهر الكريم.

فماذا تقول لها ونحن نودع شهر رمضان المبارك بعد هذا العناء والتعب!

وبعد شهر كامل من الجهد والبذل والعطاء.... وجب علينا نحن معاشر الرجال على الاقل تقديم الشكر مقرونا بأسمى الامنيات ان يكتب الله لك الاجر ويرزقك الصحة والعافية! ومع ان المرآة حينما تعمل في بيتها لا تنتظر الشكر من أحد الا ان هذا لا يعفينا من كلمة شكر وتقدير... وقد قيل من لا يشكر الناس لا يشكر الله!!! فشكرا ايتها المرآة... ان كنت اماً فحقك اجل وأسمى وان كنت زوجة او اختا او بنتا فلك وافر الشكر والثناء والتقدير.

وبالنسبة لي. مهما قلت وقدمت الشكر لزوجتي فلا أستطيع ان اوفيها حقها في حميع الاوقات فهي بحق ربت بيت مثالية والكمال لله في جميع الاوقات وفي جميع الواجبات واما في شهر رمضان فهي نور على نور ولا اقول الا الله يطول في عمرها ويجعلها سند وحضن لنا في البيت لأنها الاميرة المدللة وستظل «اميرة الاميرات.»

وكل عام وأنتم بألف خير وصحة وعافية وتقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال والدعوات بان يعوده علينا ونحن نزخر بثوب الصحة العافية وان يطيل في اعمارنا.

علي حسن آل ثاني كاتب في الشبكات المواقع والصحف المحلية والخليجية