حذاء الوزير!

يحكى أن وزير بيت المال بدولة قوقازية أراد القيام بجولة راجلة داخل الغابة المجاورة.

وخلال عودته وجد أن أقدامه تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسوما يقضي بتغطية كل طرق الغابة بالجلد، وستكلف مصاريفها نصف أموال الخزينة، ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأي أفضل، وهو إضافة قطعة جلد صغيرة داخل حذائه.

في عصرنا الحالي وبالتحديد في الغرب، إذا أراد مسؤول عمل جولة أو زيارة مفاجئة لبعض إداراته، فإنه يباغتهم بلباسه العادي وبسيارته دون إخبار أحد!

كي يعرف أن كل الأمور حسب ما يرام..

قبل سنوات وفي شركة محلية كبيرة، تم الإعلان عن زيارة رئيس الشركة بمعية مسؤول لمنشأة صناعية كي يضعا حجر الأساس لمشروع جديد، وفي ليلة وضحاها قبل الزيارة، تم تحويل الطريق من الإدارة إلى المصنع إلى غابة مليئة بالزهور،

وبساط أحمر من الحافلة الفخمة حتى مكان الحفل، بعد أن كان نفس الطريق شبه معبد وبدون إنارة.

الأوجع بالموضوع أن موظفي تلك الشركة يطالبون منذ سنوات ببعض الإصلاحات النفعية والهدايا التشجيعية التي لن تكلف قيمتها ما تم صرفه بالحفل.

نصيحة لكل مسؤول بمؤسسة حكومية أو أهلية من أعلى الهرم حتى أصغر مسؤول، إذا أردت أن تقوم بعملك على أكمل وجه، ابدأ الإصلاح أولا مع نفسك ومن مكتبك، واحرص على صرف الأموال المؤتمن عليها بالمكان المناسب، هكذا ستريح من يأتي بعدك وتريح العاملين معك وستكسب رضا الله والناس.

 

روائي وباحث اجتماعي