"سورة الحزن" رثاءالشاب: محمد شنر آل شنر – رحمه الله -

سورة الحزن


"سورة الحزن"

قصيدة رثاء الأخ المؤمن الشاب السعيد

محمد شنر آل شنر – رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته-

 

سورة الحزن من سيتلوكِ منا
سورة الحزن والأحاسيسُ جمرٌ
سورة الحزنِ والحكاياتُ نوْحٌ
واصطبارُ النفوس هشٌ إذا ما
كيف لا والفقيدُ بدرٌ منيرٌ
كيف لا والفقيدُ إكليلُ وردٍ
وجههُ الصبحُ عند إشراق شمس
كم هو النور من محياه يزهو
كان فينا محمدٌ وتوارى
شنـرٌ أيها الحبيب أقلنا
كيف نهديك بعد فقدك بدراً
ذبلَ الغصنُ مات وردُ شبابٍ
كان فينا أبو جمالٍ جمالاً
كان فينا أبو حسين حسيناً
كان فينا أبو الزهور تقياً
والموالي الذي تسربلَ عشقاً
أسكنَ الآل والنبيَّ فؤاداً
فسعى زائراً وعادَ منيباً
أيُ عين لم تذرف الدمع حزناً
فلدى أمهِ المناحة قامتْ
فتراها تقلبُ الطرفَ ثكلى
والحبيبُ الجميلُ عنها بعيدٌ
عينها بحر أدمعٍ مستثارٌ
أخواتٌ بكاؤهنّ عويلٌ
كيف يمضي الحنونُ دون وداع
كان يأتي لأخته وهْيَ أمٌ
ويناجي إحساسها بحنان
أنا كلي لمقلتيكِ مدانٌ
فدعيني أشقى وأحملُ هماً
أنتِ ربيتني صغيراً وهذا
إخوةُ الحبِّ شوقهم صار نزفاً
نهشتْ في صدورهم ألفُ آهٍ
والصغارُ الصغارُ يا ويح قلبي
خيمةٌ قوضتْ وظلٌ تلاشى
وهنا زوجة تئنُ عليهِ
كيفَ تنسى الشريكَ إن جن ليلٌ
تلكَ عينٌ من فتحة الباب ترنو
تلك روحٌ فيها الودادُ سماتٌ
والأخلاءُ أنهكوا كان خلاً
أيها الراحلُ افتقدناكَ نجماً
هي أم الحمام تنعاكَ شعراً
أودعتكَ الثرى فقبركَ روضٌ
أنتَ ضيفُ النبيِّ ضيفُ عليٍّ
كيف تشقى بحبهم كيف تشقى

 

شاعرُ الحرفِ ؟ كلنا شعراءُ

والدموع التي ترين رثاءُ

والسكوتُ الذي لدينا بكاءُ

مرَّ طيفُ الحبيبِ عزَّ العزاءُ

وسرورٌ وبهجةٌ وهناءُ

وعبيرٌ بلْ جنةٌ غنَّاءُ

ومساءُ الوجه الجميل بهاءُ

شنرياً ووصفه وضاءُ

غيبته سحائبٌ سوداءُ

ما لدينا قصائدٌ عصماءُ

أحرفاً ليس في سناها سناءُ ؟

وانتهت بعد موته الأشياءُ

فلتمتْ في الدفاتر الأسماءُ

وبه الآن تحتفي الشهداءُ

طاهر الثوبِ يشتهيه النقاءُ

فنمى بين جانبيه الولاءُ

فأنارت طريقه الزهراءُ

وقضى مؤمناً فثمَّ الهناءُ

ليس بدعاً إذا بكته السماءُ

وتلظتْ من رزئها الأحشاءُ

وتنادي فترجعُ الأصداءُ

حالَ دون اللقاءِ هذا القضاءُ

موجهُ  الحزنُ فيضه الأقذاءُ

ضاقَ في عينهنَّ يوماً فضاءُ

ضاع منهنَّ دون علمٍ إخاءُ

حين مستْ أميرةَ الضّرّاءُ

أنا يا أخت في هواكِ فداءُ

إن أكن بلسماً فأنت الدواءُ

بهدوءٍ حتى يحين الشفاءُ

بعضُ ردي خذي وكلي حياءُ

وعليهم قد أطبق الإعياءُ

أرقتهم مصيبة عمياءُ

كيفَ حامت في عينها الأرزاءُ

لسعتهمْ بقسوةٍ رمضاءُ

يا لقلبي إذا بكتْ حواءُ

شغلتها من طيفه أجزاءُ

ذاكَ كفٌ وقلبه المعطاءُ

ذاكَ عطفٌ ، أبو جمالٍ رخاءُ

أريحياً فلن يضيع الوفاءُ

خفتت في سمائنا الأضواءُ

فالربيع الذي أتاها شتاءُ

من جنان تحفه الآلاءُ

والإمامين إنه الانتماءُ

ولديك الشفيعة الزهراءُ

 

سعيد الشبيب -27 ربيع الأول1430  هـ الموافق  24 مارس 2009م