الصيود في ملتقى القرآن نور: المعنى الوظيفي لا المعجمي هو الذي يكشف المراد من الآية

شبكة أم الحمام ملتقى القرآن نور
الشيخ علي الصيود ومدير الندوة باسم البحراني

استضاف ملتقى القرآن نور بالقطيف مساء الثلاثاء في حسينية الإمام الحجة بحي المزروع المشرف العام على ملتقى القرآن الكريم بسيهات الشيخ علي الصيود في ندوة بعنوان «توظيف النص الروائي في عملية فهم القرآن الكريم».

بدأ اللقاء الذي اداره الأستاذ باسم البحراني بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت القارئ سعد العباس ثم قدّم ضيف الندوة الشيخ الصيود ورقةَ تعرض فيها لثلاثة محاور وهي: سُبُل ودوائر الانتفاع من النص الروائي، السبل والدوائر التي يتوخى المنتفِع من القرآن الاستفادة منها، والمحور الثالث دائرة المنهج.

وقال الصيود في في المحور الأول "سُبُل ودوائر الانتفاع من النص الروائي" إلى كون أهل البيت هم الامتداد الطبيعي والشرعي لرسول الله في بيان وتوضيح القرآن الكريم، فبعد رحيل الرسول الأكرم خاض أهل البيت معركة بيان القرآن، في حين سعى البعض جاهداً إلى طمس البيان والتوضيح، تحت ذرائع شتى، من قبيل: أننا نكتفي بالنص القرآني مجرداً عما سواه.، خاصةً إذا علمنا أن أهل البيت وبعض الأصحاب كان لديهم مصاحف قد دوَّنوا على هوامشها وبين أسطرها بعض التوضيحات والتفسيرات التي تبين القرآن وتشرحه.

ملتقى القرآن
جانب من اللقاء

ووضح الصيود بأن المشكلة لم تكن متعلّقة -في الأساس- بالنص القرآني وإنما بالبيان المتصل به، والذي هو في الحقيقة يمثّل «البيان النبوي» للقرآن الكريم،والذي أريد له أن يختفي فلا يبقى منه شيء، وفي المقابل سعى أئمة الهدى في معركة البيان إلى المحافظة عليه وترسيخ وجوده وارتباطه بالقرآن الكريم.

أما المحور الثاني فقد تحدّث الصيود فيه عن السبل والدوائر التي يتوخى المنتفِع من القرآن الاستفادة منها، وهي كالتالي: دائرة التفسير. دائرة التأويل. دائرة الاستفادة المنهجية.

وتحدث عن الدائرة الأولى بشيءٍ من الإسهاب والتفصيل حيث أورد بعض الشواهد والأمثلة من النصوص الروائية التي كان أهل البيت يوضحون فيها معني آيةٍ معتمدين على المعنى الوظيفي للكلمة، والذي يعتمد اكتشافه على ملاحظة السياق الذي وردت فيه هذه الكلمة ملاحظةً دقيقة ومراعاة الاستخدامات القرآنية للكلمة والموقع الذي وردت فيه، بخلاف المعنى المعجمي الذي يقدم معنىً عامّاً للكلمة، قد يجافي الدقة.

وأشار الصيود إلى أن الجهل بهذا المسألة يجعل البعض ممن يتعاملون مع القرآن يسقطون الكثير من هذه الروايات غافلين عن الفائدة التي يمكن أن تقدمها في سبيل اكتشاف المراد من الآية الكريمة.

أما الدائر الثانية فقد مر عليها مروراً سريعاً لينتقل إلى الدائرة الثالثة، وهي دائرة المنهج، والتي أشار فيها إلى ثلاثة مستويات: مستوى جمع الروايات: والذي قد قام بجزءٍ منه أعلامٌ سابقون. ومستوى حضور الروايات ومناقشتها أثناء عملية التفسير.

أم المستوى الثالث فهو تجاوز النص الروائي وعدم الأخذ به من قبل بعض المفسرين من خلال الاعتماد على نظريات ومناهج لا تعترف بهذه النصوص الروائية سواء في التفسير أو في التطبيق. مما يعيدنا إلى المربع الأول، ألا وهو معركة البيان التي أشار إليها آنفاً.