انتبه لنفسك جيدًا يا بُنَيّ

إن تنمية الانتباه يتطلب التدريب بشكل مستمر، من أجل صقل هذه المهارة النفسية المهمة التي لها تأثيرات إيجابية على الشخصية والمعاملات اليومية، فمن ينتبه لما يحيط به من المواقف التي تحصل في البلد أو المجتمع سيصبح إنسانا ناجحا وذكيا بل ويتفادى الدخول في المشاكل التي تؤدي به للوقوع في خانة المتاعب والخلافات العويصة، فهذه الأمور تحدث في فترة قصيرة أو دقائق قليلة.

على سبيل المثال، بطبيعة الحال يحتاج الإنسان لمهارة الانتباه في المجالات الاجتماعية، فالحياة يوجد فيها أناس أشرار يسببون الفتن وطيبون لا يسببون المشاكل، والشريرون من الأشخاص الذين يخلقون اعتداءات تتمحور حول الاعتداء الجسدي والنفسي والاختطاف. فكم من أناس رأيناهم في الإعلام أو على أرض الواقع أصبحوا في عداد المفقودين فوقعوا في معضلة تحولت إلى قضية في الرأي العام، وهذا طبعا سيؤثر على الحالة النفسية في الحاضر والمستقبل الخاص بالفرد الذي وقع في مثل هذه القضية، حيث سيصبح قلقا وخائفا ومصدوما نفسيا؛ فعندما ترى الأب والأم والإخوة والأخوات يقولون: انتبه لنفسك، أو قريب وصديق عزيز لك يقول لك: انتبه لنفسك فهو في هذه الحالة يخاف عليك، ولا يقصد أن يستصغر قيمتك لديه، فيعدك شخصا ضعيفا في الفهم، فهو يستخدم أسلوب التنبيه لأنه يحبك ويتمنى لك الخير والتوفيق.

لذا يجب على الشخص أن لا يغضب وينفعل فيعتقد أن من يقول له هذه الكلمة يحاول التقليل من قدره وشخصيته؛ فكلما تكررت هذه الكلمة تجاه الإنسان فهذا يدل على أن الطرف الآخر يحبه أكثر وأكثر كل يوم ويعيش معه حتى يغلبه النوم.

إن طبيعة البعض عدم الميل للعزلة السلبية الزائدة، بل تحب الاختلاط بالآخرين والتعرف على الشخصيات المحيطة بهم، ولكن في هذه الجهة يجب أيضا أن يكون الإنسان حذرا ومتيقظا عندما يخرج من المنزل فيذهب إلى أماكن محددة أو يتكلم مع الناس، لأن هناك مجموعة من الأفراد يسعون للإغواء والتلاعب بالعقول كالشياطين، كذلك يميلون لأكل اللحوم البشرية كالذئاب المفترسة.

والخلاصة التي لابد من قولها هي: ينبغي على الأجيال الشابة أن تنشغل بهوايات معينة كالكتابة أو القراءة، وزيادة على ذلك التقيد بالالتزامات الاجتماعية وممارسة الأعمال التطوعية في هذه المرحلة المشرقة، إضافة إلى ذلك تحصين النفس من خلال التقرب لله وقراءة المعوذات والقرآن الكريم خاصة في أوقات الفراغ، من أجل حفظ النفس والانتصار على الشيطان والنفوس البشرية الضعيفة.

أسأل الله أن يجعل هذا الوطن والمجتمع والبلد الجميل يعيش بسلام وأمان.