تجارب غريبة..!

تخبرني إحدى الصديقات بقصة حدثت لها حين سافرت عاملتهم المنزلية ولأن المنزل كبير وفيه الكثير من الأطفال، فكان لابد من إحضار عاملة أخرى بأسرع وقت.

وبسبب مشاكل الاستقدام وعدم وفاء مكاتب الاستقدام بوعودهم، قررت البحث عن خادمات للاستئجار الشهري حتى وصول عاملتهم.

وبالطبع كان أول شيء قامت به هو البحث في الشبكة العنكبوتية عن خادمات للاستئجار.

وجدت رقماً وقامت بالتواصل معه مفترضة أنه مكتب موارد بشرية ومصرح له بالقيام بتأجير العاملات.

اتصلت على الرقم مراراً وتكراراً حتى ردت عليها أخيراً امرأة كان واضحاً من صوتها أنها كانت تغط في سبات عميق.

أخبرتها أنها وجدت إعلاناً لخادمة بإيجار شهري وسألتها إذا كانت ما زالت متوافرة فأخبرتها أنها موجودة.

سألتها عن المبلغ المطلوب فأخبرتها أنه 5500 ريال للشهر ولشهر رمضان الكريم سعر مختلف أعلى من ذلك لاعتباره موسماً يزداد فيه الطبخ والنفخ والأكل وتزداد فيه حاجة الأسر لخادمات! احتاجت صديقتي لبضع دقائق لتستوعب الصدمة ثم أخبرتها أن المبلغ خيالي لكن كانت إجابتها خيالية أكثر، حيث قالت إن السعر منطقي لأن كفيلة الخادمة الأساسية تريد 2000 ريال لتأجيرها والخادمة تريد 1500 ريال راتبا، وهي المتحدثة «الأميرة النائمة»، التي تعتبر مسوقة للخادمة لأنها وضعت الإعلان في بعض مواقع التواصل الاجتماعية مع رقم هاتفها ثم عادت للنوم تطلب 2000 ريال أيضاً للمجهود العظيم، الذي قامت به، وبذلك يصبح المجموع 5500 ريال فقط!!

عادت صديقتي للبحث مرة أخرى في الإنترنت لتجد إعلاناً آخر فتواصلت معهم وأرسلوا لها سيرة ذاتية لخادمة أوغندية تتحدث اللغة الإنجليزية، مؤدبة ولطيفة، وكان المبلغ المطلوب 2500 ريال فقط للشهر. بعد عملية حساب سريعة وبسيطة جمعت فيها صديقتي إجمالي رسوم إصدار التأشيرة، رسوم الاستقدام، رواتب الخادمة طول مدة العقد وهو سنتان وقسمتها على 24 شهراً وجدت أن المبلغ المطلوب لا يصدق وأخذت في التساؤل هل معقول أن يؤجر مكتب خادمات بسعر التكلفة؟ كيف لم ينتبه أحد غيرها لهذه الفرصة الذهبية؟ هل يمكن أن تكون محظوظة لهذه الدرجة؟ أرسلوا لها رقم الخادمة للتواصل ولعمل مقابلة شخصية فطلبت منها إرسال الموقع واتفقتا على وقت للقاء.

على الموعد، ذهبت صديقتي للموقع وكانت تعتقد أنها ستجد مكتباً أو شيئاً من هذا القبيل لكن الموقع أخذها لمنزل. بعد الانتظار بضع دقائق أتت خادمة بشنطة صغيرة وصعدت السيارة مسرعة وهي تتلفت يميناً وشمالاً ثم طلبت من صديقتي المغادرة بسرعة! كانت تصرفات الخادمة مريبة. أخبرتها صديقتي أنها أتت لمقابلتها فقط ولن تتحرك حتى تعرف قصتها أولاً. سألتها من أين جاءت وأين المكتب؟ فأخبرتها أنها خرجت من أحد المنازل. بعد القليل من الأسئلة والاستفسارات تبين لصديقتي أن الخادمة تريد الهرب معها من بيت كفيلها لتعمل لديها بصفة غير قانونية وبأكثر من ضعف الراتب! طلبت صديقتي من الخادمة مغادرة السيارة فوراً، وحذرتها أن ما تقوم به هو عمل غير قانوني وفرت مبتعدة عنها وهي ما زالت تحت تأثير الصدمة!!

... يتبع

كاتبة صحفية