عادت الأمور لمجراها الطبيعي «الحلقة الرابعة والخامسة»

- الحلقة الرابعة:

تحدثنا في الحلقات السابقة عن كيفية يتعامل الإنسان مع المشاكل التي تحصل في المجتمع ومكان العمل بصورة إيجابية، وبهذا الجزء النصي سنذكر كيف يختار الفرد الأصدقاء بوعي وحذر أي دون اتباع الطريقة العشوائية التي تخلق للحاضر والمستقبل الخاص به الربكة والخوف.

تحقيق الصداقة القوية في هذا الزمن تطلب معرفة ومعاشرة لمدة طويلة، ليتعرف كل شخص على الآخر ثم التوجه نحو وضع القوانين والحدود في العلاقة لتفادي الوقوع في مشاكل تشمل الاستغلال المالي والخداع والابتزاز المبني على التهديد، أو فعل أمر معين لتدمير حياة الطرف الثاني الذي يتعرض للتخويف إذا لم يستجيب لطلبات التحويلات النقدية.

وهذه المشاكل تحصل خاصة في فترة المراهقة أو الشباب فترى من يتوجه نحو مصادقة أي إنسان بطريقة متهورة ومتسرعة دون أن يتعامل مع ذلك الطرف بأسلوب مبني على الوعي وعدم الانسياق نحو الخفة التي تدفع للدخول في علاقة تتصف بتهديدات وتتضمن وجود مقاطع فيديو أو صور مخلة بالآداب للشخص الذي يتعرض لنوع من أنواع الاستغلال والمضايقة.

وهذه العينات قد تتواجد في أي مكان سواء بمواقع التواصل الاجتماعي أو المجالس أو المزارع أو غيرها من أماكن أخرى تحصل فيها هذه الأمور التي يجب أن ينتبه لها المراهقين والشباب، حتى لا يقعوا في الفخ والمصيدة ثم بعد ذلك يصبح من الصعب أن يتخلصوا من هؤلاء الأصدقاء والمشكلة العويصة التي تجلب القلق بين فترة وأخرى.

لا تجعل مثل تلك المواقف تدمر حياتك في لحظة بسيطة بسبب ضعف الانتباه والتهور في الكلام مع الآخرين عندما تلتقي بهم في مكان ما، لذا إذا كان لديك إحساس شديد أن ذلك الصديق مصدر خسارة وأذى فبادر بالتفكير بأية وسيلة فعالة تؤدي للابتعاد عنه، حتى لا يجرك نحو طرق أخرى خاطئة تدخل في الشر وممارسة الحركات الإجرامية وأساليب الابتزاز.

لذلك عند تكوين أية علاقة يجب أن يكون مشروع الصداقة مبنيًّا على الأمانة والوفاء والتعبير عن المودة، بعيدًا عن المصالح والتلاعب والمكر، وأن توضع خطوط حمراء يجب أن لا يتجاوزها كل طرف، مثل: أن يقول كل طرف للآخر لا تغدر بمن وثق بك، ولا تجلب لي المشاكل، ولا تقودني إلى ممارسة الإجرام، ولا تحاول أن تخدعني بأية طريقة.

فإذا كان لديك أصدقاء تحبهم فكر في إخراجهم من الأزمة ومساعدتهم وتنبيهم من تكرار مثل هذه الأخطاء، ليتعلموا من أخطائهم ويعملوا على إعادة الأمور لمجراها الطبيعي، فيبتعدون عن الأصدقاء السيئين قبل أن يدمروا حياتهم وأمورهم الشخصية والمالية.

- الحلقة الخامسة:

في الحلقة السابقة تحدثنا عن آثار الصداقة السيئة على الأطراف التي تصاحب الناس المبتزين ماليًا الذين يستغلون عدم انتباه الطرف الثاني، من أجل أن يقودوه خلف المشاكل المتعددة، وفي هذا الجزء نكمل بتوضيح المشكلة ونذكر كيف يتخلص الإنسان من هذه العينات قبل أن تدمر حياته، وكيف يتعامل ويحذر من المبتزين ماليًّا والمعتدين جنسيًّا في مجال مقاطع الفيديو والصور الخليعة.

هناك شباب ومراهقون يتعرضون لهذه الأمور بسبب التهور في الكلام والذهاب لأي مكان دون معرفة الأشخاص الذين يجلسون في تلك المجالس أو المزارع أو الغرف وغيرها من أماكن أخرى، وبعد ذلك يتعرضون لاعتداء جنسي من قبل فرد واحد أو مجموعة من الأفراد الذين يتصفون بالمكر وتهديد الطرف المصدوم الذي تعرض للتصوير بالهاتف المحمول أو أي جهاز آخر دون أن ينتبه منهم منذ الوهلة الأولى عند لحظة الدخول للمكان.

ومثل هذه القضايا الجنسية قد تصل للجهات المختصة أو المنصات الإلكترونية أو الجهات القانونية إذا قام صاحبها بإيصالها لهم لأن هذه الاعتداءات تعد تجاوزًا على الأنظمة والقوانين، ولذا نرى أن هناك من يفكر بهذه الأمور فيقوم باستغلال المراهقين والشباب بهدف وضع فخ ومصيدة لهم دون أن ينتبه لنفسه، وبعد ذلك يدخل مكانًا منعزلًا عن الحياة ومغلقًا يمكث فيه لعدة سنوات بسبب التهور وعدم الانتباه للقوانين والأنظمة.

وهناك عينات لا تصل فقط للاعتداء الجسدي بل القتل أيضا لأن الطرف الثاني الذي تم استغلاله جنسيًّا يفكر بإيصال المشكلة وبالتالي يتوجه القاتل المتسلل للقيام بقتل الضحية للخوف من الانكشاف وحتى يخفي الجناية التي ارتكابها بأية وسيلة، من خلال دفن الجثة في مكان ناءِ أو منطقة برية أو رميها في بحر معين وغيرها من أماكن أخرى، ولكن ينكشف الأمر بين فترة وأخرى وبعد إجراء البحث والتحقيقات الجنائية وتتبع الجريمة بالأدلة القوية.

لذا على الإنسان أن لا يقود نفسه وأصدقائه للممارسة ما هو محظور، كي لا يسبب لنفسه ومن حوله الربكة والخوف الشديد عند القيام بهذه الأمور لأن هذه القضايا لا تعيد أمور الإنسان لمجراها الطبيعي بل تدمر حياته وتضيع مستقبله نتيجة الطيش والعصبية، وعدم معرفة كيفية التعامل مع الآخرين بطريقة احترافية سواء في المجتمع الذي يعيش فيه أو بلد آخر.

ونحن البشر علينا أن نتحمل المسؤولية بأن لا نقود أشخاص مسالمين وأبرياء نحو مشاكل هم بعيدين عنها في الأساس بل والسجل والملف الخاص بهم نظيف.

إضافة إلى ذلك على الأصدقاء أن يتفقوا فيما بينهم من بداية اللقاء كأن يقول كل طرف للآخر: لا تعمل على إثارة الفتنة بين الناس، وعامل الناس بحذر وانتباه كي لا تقودني وتقود نفسك للمشاكل، ولا تأخذني معك إلى الأماكن التي تحصل فيها جرائم وأمور مؤذية، ولا تعاملني بأساليب المكر والحيلة بل عاملني بالأمانة والوفاء، ولا تجعلني أشعر بالخوف بل اجعلني أشعر بالأمان والطمأنينة تجاهك.