كرة القدم صناعة

كرة القدم من الرياضات الأكثر شعبية في العالم، ولا تزال تستحوذ على الحيّز الأكبر للجذب من قبل شعوب العالم، فبطولة كأس العالم لكرة القدم التي تُقام كل 4 سنوات، يشاهدها أكثر من مليار من سكان العالم، فعلى سبيل المثال كأس العالم عام 2002 شاهدها حوالي مليار مشاهد في جميع دول العالم، ونشر الفيفا بيانات عن الحضور الجماهيري للبطولة التي تمت اقامتها في روسيا 2018 بأن بلغ عدد المشاهدين في جميع أنحاء العالم في المنازل خلال دقيقة واحدة على الأقل من التغطية التلفزيونية للبطولة بلغ عددهم 3,3 مليار مشاهد تقريبا بزيادة قدرها 2,2 بالمئة عن نسخة 2014 في البرازيل. ويوجد أكثر من 250 مليون لاعب كرة قدم حول العالم في مائتين دولة، وفقا لتقديرات الاتحاد الدولي لكرة القدم «FIFA».

فضلا عن كونها من الرياضات الأكثر شعبية التي يتم لعبها في جميع دول العالم.

لم تتوقف كرة القدم، ولكنها تطورت بل إنها شكلت انعكاسًا واضحًا، لطبيعة العلاقات الدولية والعلاقات بين الدول، وبنفس القدر الذي كانت تطورت معه أساليب الجذب والتشويق. فرضت هذه الشعبية الجارفة للعبة كرة القدم نفسها على قواعدها وأطر تنظيمها بعد أن أصبحت صناعة يحكمها الكثير من قواعد البزنس والاحتراف، ويُرجع البعض أول تعامل بين نظام حكم وكرة القدم عام 1314م عندما أصدر ملك إنجلترا - آنذاك - إدوارد الثاني وثيقة رسمية يدين فيها الشغب الذي حدث عقب مباراة كرة قدم، وأمر فيها بمنع هذه اللعبة مستقبلا. تتجه الأنظار إلى قطر التي تستضيف بطولة كأس العالم 2022، وقد بذلت ما يفوق 250 مليار دولار من أجل بناء دولة حديثة بكل المقاييس العصرية، واستطاعت خلال فترة وجيزة اثنا عشر سنة أن تحقق ما كانت تحلم به من بناء وتطوير للبلاد في كل المجالات، واتساقاً مع رؤية 2030، انطلقت في تنفيذ العمل الجاد والمستمر على مر السنوات حتى تُنفذ ما ألتزمت به وهو استضافة هذه المناسبة العالمية التي يترقبها سكان المعمورة بكل شوق وحماس. إذ أصبحت المناسبات الرياضية متنفس للجميع للخروج من الأزمات النفسية والاجتماعية، والصراعات الدولية.

ومن خلال كرة القدم تم الاستفادة من هذه المنافسات لمواجهة التمييز العنصري ضد بعض الفئات في المجتمعات ذات التنوع العرقي واللغوي والقبلي والأثني، فالكثير من الدول تحرص على محاربة التمييز العنصري وتعاقب من يمارسه، سواء من الجماهير أو اللاعبين. إضافة إلى زرع الروح الوطنية والولاء للوطن من حشد جماهير البلاد من أجل الوقوف خلف منتخبها الوطني، مما يعزز الولاء الوطني.

وتعزيز مكانة البلاد داخليا وخارجيا عندما تفوز الدولة بكأس المنافسة، مما يزيد مكانتها المحلية والقارية والعالمية، والكثير من الدول استفادت من خلال استضافتها للمنافسات المحلية أو القارية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وحسب التقرير الصادر عن الأمم المتحدة أكد على وجود علاقة بين الرياضة بشكل عام والتنمية. عام 2001، حيث تم افتتاح مكتب للأمم المتحدة للرياضة من أجل التنمية والسلام «UNOSDP، وذكر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة سابقا في 11 مايو 2011، أن الرياضة أصبحت لغة عالمية، وقاسمًا مشتركًا يكسر كل الجدران والحواجز، وصناعة عالمية يمكن أن يكون لممارستها تأثير واسع النطاق، وأنها أداة قوية للتقدم والتنمية وتوصلت العديد من الدراسات إلى أن التنمية تؤثر على النجاح الرياضي، من ناحية.

كما أن النجاح الرياضي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على التنمية: فالدراسات الاقتصادية اعتبرت أن الناتج المحلى الإجمالي مؤشر جيد على النجاح الرياضي، وخصوصا الدول الغنية التي تخصص موارد كبيرة لتعزيز الرياضة، فمن الأرجح أن تكون ناجحة. يذكر الكاتب الأستاذ الدكتور يحي الجيوشي في جريدة مال الإلكترونية عن مجالات صناعة الرياضة نجد مجال اقتصاديات الرياضة يطلع علينا بكافة احصاءاته الرقمية والمليارية نتيجة القيمة الاقتصادية للرياضة المباشرة فتشير الاحصاءات العالمية من الموقع العالمي «Sport Value» الى ان الرياضة الاحترافية أكثر من «171» مليار دولار بينما تجارة التجزئة الرياضية بلغت أكثر من «270» مليار دولار، كما بلغت إيرادات الاندية ومراكز الرياضة أكثر من «115» مليار دولار والخدمات المرتبطة بالرياضة «200» مليار دولار.

بإجمالي يصل الى «765» مليار دولار يمتلك قطاع الرياضة وخاصة كرة القدم إمكانيات كبيرة لتعزيز نمو الدول النامية، بسبب نجاح كرة القدم، فالكثير من اللاعبين الأجانب والقادمين من افريقيا وغيرها من البلاد النامية الذين يلعبون في الدول الغنية الأوروبية وغيرها يتقاضون مبالغ ضخمة ويقومون بعمل مشاريع تعاونية وخدمية، ويقدمون مساعدات لبلادهم وشعوبهم، ويساهمون في نهضة بلادهم مثل اللاعب البرازيلي الدولي، سقراط برازيليرو سامبايو دي، واللاعب الدولي السنغالي ساديو ماني.. وغيرهم.