الفشل من منظور آخر

مرحبا بكم في الحياة اليومية التي تتطلب الإقدام على وضع الخطط الاستراتيجية المرتبطة بالقدرة على التأقلم والتكيف مع المجتمعات البائسة ومختلف الشخصيات الموجودة في كل مكان وزمان، جدير بالذكر إن راحة وسعادة الإنسان تكون جميلة عندما تكون على هيئة الهدوء النفسي الذي يؤدي لاستكمال مشوار تحقيق الأهداف والطموحات الكبيرة دون الاستجابة للاستفزاز والكلام المحبط والعنف اللفظي الذي يغلق طريق النور إلى أن يعيش ذلك الإنسان البائس في مسار الظلام الذي يؤدي لعدم تغيير حالة الفشل إلى النجاح الباهر.

لذلك أن الشباب في هذا الزمن يحتاجون للشعور بالأمان النفسي والطمأنينة، كي يحققون ما يريدون في المستقبل المشرق فكلما كان الإنسان هادئا أصبح التركيز لديه عاليا في مجال السيطرة على كل مشكلة يتعرض لها في حال إذا استثمر الوقت في ترتيب الأفكار، فمثلا عندما تجلس في غرفة غير مرتبة وتحتاج لتنظيم الأغراض والملابس وتنظيف الفوضى، من أجل الشعور بالراحة فالغرفة المتسخة تجعل الشخص يكون مشوش وكئيب وكسول.

وهكذا نفس الأمر مع ترتيب الأفكار عند الإنسان أمر مهم للتخلص من كل ما يعكر صفو الحياة، باتباع طريقة خطوة بخطوة دون وجود حالة من التردد والخوف والضغط النفسي، لأن الأفكار غير المرتبة تجعل الناس يخسرون إنجازات كثيرة في زاوية تحسين الأوضاع الوظيفية والمالية والأسرية وبناء العلاقات المتماسكة المليئة بالحب والكلام الطيب بين الزملاء والإخوة والآباء والأمهات، لهذا يجب الانتباه من التأثر بأصحاب الطاقة السلبية الذين يبثون البؤس في نفوس الآخرين فهؤلاء يسعون لزرع القلق الساعي إلى إضعاف شخصية الأشخاص المحيطين بهم نتيجة عدم وجود أي خطة محكمة أو مشروع مستقبلي.

إذا أراد جيل الشباب أن يكون من ضمن الشخصيات القوية في المستقبل القادم يلزم عليهم ترك العادات والكلمات السلبيات المثيرة للكسل، لأن بالأخص هذا الجيل متعود على نفس الممارسة اليومية لنفس التصرفات والحركات العداوانية دون وجود أي نوع من التغيير والروتين الإيجابي والجديد فترى هؤلاء ضعيفين في بناء سلم الحب وعصبيين وعنيفين، بسبب قلة الاهتمام والوقوع في الفشل باستمرار في كل يوم وليلة بل أن هذه العينات غالبا لا يمارسون الاعتماد على النفس في مواجهة ضغوط الحياة.

الفشل بشكل عام مؤلم عندما يكون بين ليلة وأخرى مليئة بالتوتر الناتج عن عدم القدرة على النوم، مما يؤدي مثل هذا الأمر للتفكير بالنظرات الاستفزازية والمحبطين في الشارع والعمل وأمر كهذا يؤثر على النوم عند الإنسان الذي يقلق من تحمل المسؤولية، لذا في هذا الموضوع الشيق يحتاج الشخص لأن يفكر ولو لفترة بسيطة بين ساعة ودقيقة ويوم وآخر وذلك بأن يتعرف على العادات والمشاكل التي يخاف منها، كي تكون لديه فرصة في ترتيب الفوضى قبل أن تتراكم لسنوات طويلة، وبالتالي هذا التراكم الهائل والبقعة السوداء الضخمة تعمل على تعكير المزاج وإثارة الضغوطات النفسية.

مثل هذه الحالة قد تسبب أمراض متنوعة عند الشباب بالأخص في هذا العمر الذي يحتاج لأن يكون الفرد مهيئ للسيطرة على الغضب الشديد الذي يقود للتصرفات الجنونية الخارجة عن نطاق الواقع، بالنسبة للوضع الطبيعي عندما يتم رؤية إنسان صاحب أفكار معتدلة ومتوزانة فإن هذا الفرد يعيش حياة منتظمة ومريحة بسبب أن لديه ثقة قوية بالنفس فالثقة عبارة عن جدار سميك.

وكل شخصية يختلف الجدار الخاص بها فالشخصيات الهشة سهلة كالجدار الهش الذي يرمى عليه أي شي فيدمر بسهولة وهكذا عند تعرض شخصية محددة مثلا لأي استفزاز وكلمة محبطة بسيطة قد تدمر لحظات وأيام حلوة لديها، أما بالنسبة للشخصية الذكية والقوية فهي غالبا ما تفكر في الارتقاء والصعود للمستوى الأعلى في الهدوء والسيطرة على الأفكار والضغوطات قبل أن تزيد بين يوم وليلة وسنة وساعة ودقيقة.

الفشل الذريع والمستمر بمثابة مرض العضال المستعصي الذي يصعب الشفاء منه، وهل هناك شباب مروا بنفس هذه التجربة والموقف وتغلبوا عليها؟

يمكن القول نعم: يوجد أشخاص مروا بهذه اللحظة وفئة منهم تجاوزوا هذه الحالة بعد فترة قصيرة من الزمن بعد أن قاموا بالجلوس لفترة بسيطة مع أنفسهم، من أجل المراجعة الشخصية والتمييز بين الصح والخطأ، لأن هؤلاء لا يتجاهلون المشاكل والمواجهات للأفكار الهجومية والناس.