الفكرة الشقية

عندما تتعود على بوح الكلم ولو ببضع كلمات تشكل فكرة تعبر عما يدور في خلدك تسطرها أناملك على ورقة بيضاء تتوسع من خلالها مساحات التعبير أكثر فأكثر وتتسارع الأفكار الواحدة تلوى الأخرة تجد نفسك عالقًا في بوح الفكرة، تبحث عن مخرج تنتهي به، تتوسع الفكرة الشقية التي تتراقص أمامك على سطور الورقة محاولة الابتعاد مرة والاقتراب مرات، فينتهي السبيل إلى تجاذب بين فكرة وأخرى لتكمل البوح غارقًا في لذة غير متناهية، يأخذك الإحساس إلى أبعد نقطة في الأفق لتحلق بك المفردات في عالم السرد

”فتصبح نساجًا ماهرًا“

تتولد لديك رؤية ثاقبة فتحيك قصة من عالم الخيال ربما، أو نصًا مقاليًا وجدانيًا أحيانًا أو طبيعة إنسانية اجتماعية شائقة.

تتراقص الأفكار رقصة الصمت على لحن نغم المفردات المترتبة على سلم موسيقي، حيث يتم هناك انسجام بين الفكرة والمفردة، فيمتزج الوصف الجمالي للمفردة والتحليلي الوصفي للفكرة، وبناء على ذلك يتم الانخراط في الصياغة التفصيلية لبناء المحتوى ومن خلال محفزات مكانية وزمانية، والخبرات والتجارب التي تعطي طابعًا ومذاقًا خاصًا لكل كاتب، لأنها تكون جزءً من هويته الثقافية، يستنبط منها سياقات متعددة لأبجدياته، فتتكون تأملات لفكرته المطروحة، فيسافر من خلال أفكاره بحثا عن الابداع الكتابي الأكثر جاذبية الذي يجعل القارئ يتسلق قمم الفهم لرؤية قيم الجمال في المقروء.

الكتابة مسرح صامت يتم من خلاله تفريغ المشاعر والأحاسيس والخبرات، لتصل للقارئ بطريقة مباشرة، فالكتابة تجعل الكاتب في حالة مخاض تحدث فيه عملية الانقباض والانبساط في رحم أفكاره، يغوص في الأعماق للبحث واكتشاف مواطن الضعف والقوة، يستلهم فكرته الشقية التي تولد ليسجل اسمها على تلك الورقة البيضاء ويبدأ السرد.

  • تظل النافدة مفتوحة على عالم الصمت الداخلي ”في رقصة صامتة في مداها تتجلى الحكايات الخفية“