ظُنُونُ الرُّؤى
أُدْخُلِ التِّيهَ على غيرِ هُدىً
ألقِ يُمناكَ ولا تمسِكْ يَدا
تِهْ على ظنِّكَ، لا تعبَأْ بما
سامِرِيُّ العِجلِ فيهِ أُسجَدا
كَمْ تَحاشيتُ ظُنوناً خِلتُها
تُبعِدُ الهَمَّ وتَستَجلي المَدى
فانجلى ليلُ الرُّؤى عن خَيبةٍ
ونهاراتِ مَنَامَاتٍ سُدى
هكذا الخَلقُ، ظُنونٌ مُرَّةٌ
وأخلاءٌ تراهم كالعِدى
ما أمانِينا سوى وَهْمٍ بهِ
يَخلُقُ الآلُ أمانِيهِ الصدى
كُلُّ جَفنٍ لا يُداري عَينَهُ
شوكةٌ تَغرسُها كَفُّ الرَّدى
عَتْمَةُ الجَهلِ سُكونٌ لم يَعُدْ
ليلُهُ يُهنِئُ قلباً أوْقِدا
ليسَ ما أبكيهِ إلا شَرَكاً
هِيَ عينٌ تَرقُبُ التيهَ هُدى
لا يَغُرَّنَّكَ لِسانٌ مُفعَمٌ
وَدُموعٌ مِثلَ قَطراتِ النَّدى
إنما الأفعالُ تُبديها يَدٌ
مِن وراءِ القلبِ واراهَا الحِدا
في فمِ الأيامِ قولٌ مُحكَمٌ
في رضا غَيرِكَ لا تَذهَبْ سُدى
لا يَكُنْ قلبُكَ إلا يَقِظاً
لا تَكُنْ إلا فتىً مُجتهِدا
فاتَّخِذْ قلباً حديداً لا يرى
غيرَ غاياتِ النُّهى مُلتَحدا
✏️منصور يحيى
1446/10/30
2025/4/28