المرحومة «المرزوق» مثال للمرأة الطموحة

الأستاذ / ياسر محمد

غيب الموت الخطيبة الحسينية والكاتبة الشابة فوزية محمد المرزوق (33 عاماً) نتيجة لحادث سير من قبل أحد المفحطين لدى خروجها من أداء دور رسالي تمثل في إقامة دورة خطابة نسائية في الأحساء،  لتنطوي بذلك صفحة من الهجرة والعمل في سبيل تحصيل علوم أهل البيت ونشرها وخلود ما خلفته من علم نافع ورسالة للمرأة العاملة على مر الأجيال القادمة.

ففي وفاة الكاتبة المرزوق خارج منطقتها رسالة مهمة لكل أبناء المجتمع وأصحاب الرسالات الاجتماعية وعلى وجه الخصوص النساء منهن بضرورة الاجتهاد وتوسيع رقعة بث المشاريع خارج إطار المنطقة التي يقيمون فيها وعدم الاكتفاء بطريقة واحدة في نشر الأفكار.

 كما أن أخذ أي دور اجتماعي لا يعني توقف الطموح في تطوير الذات وبناء الشخصية وصقلها بمهارات تجعل منها شخصية مؤثرة ومنتجة في مختلف الحقول.

حيث ومن خلال الفقيدة، فإنها كانت صاحبة شهادات أكاديمية عليا وطالبة علوم دينية ومدرسة حوزوية درست بالحوزة العلمية في سوريا ومارست دور التدريس والخطابة الدينية في مسقط رأسها القطيف وخارجها إضافة لكونها كاتبة ومؤلفة لها العديد من المؤلفات تمثلت في قراءة سيرة أهل البيت والنساء الذين حولهم وكتابة ثلاثة مؤلفات حول الخطابة هما «المرأة في الخطابة الحسينية» وَ«المنبر مدرسة ورسالة» وَ «الخطابة الحسينية النسائية» وغيرها من المؤلفات الدينية والفكرية.

كما عرف عن الفقيدة إضافة لأدوارها السابقة قيامها بالإرشاد الديني مع بعض الحملات في مواسم الحج وطرح الأحكام والتوجيهات الفقهية لحاجات بيت الله الحرام كل ذلك إلى جانب رعايتها لشؤن بيتها الزوجي وتربية ابنتين في عمر الزهور.

وبالاطلاع على جملة الأعمال والأنشطة التي قامت بها الناشطة المرزوق – رحمها الله-، فإننا نحمل نسائنا المسؤولية في تبني أدوار ريادية متميزة إلى جانب الدور الأسري من خلال الدعوة لـ:

1- الانخراط في البرامج والدورات التي تكسبهن المهارة الجديدة وتطور من المواهب المدفونة أو غير المفعلة غالباً.

2- تبني مشاريع خاصة والسعي الحثيث لإقامتها في أكثر من مكان وأكثر من منطقة وإن تطلب الأمر مشقة وسفر.

3- تزكية الأفكار والرؤى بنشرها وإعداد جيل يتبناها من خلال تدوينها وكتابتها عبر الكتب والنشرات والمقالات وإقامة حلقات الدروس التي يكتسب منها الدارسين تلك العلوم.

4- توظيف الإمكانيات والمواهب في أكثر من اتجاه. وهذا ما تميزت به الفقيدة، فإن جئت إلى الجانب الديني وجدتها خطيبة حسينية ومرشدة دينية وإن جئت للجانب الثقافي وجدتها في جانب التأليف والكتابة وتدريس طالبات الدورات وتثقيفهم وإن مررت بالجانب الفكري رأيت تميزها بقراءة الأفكار وتحليلها في بعض المؤلفات بأسلوب حضاري جميل، وفي الجانب التربوي فإنها إضافة لتربيتها الآخرين فكرياً فإنها أماً ومربية وحاضنة لفلذات أكبادها استطاعت التوفيق بين كل تلك الأدوار.

فرحم الله الفقيدة السعيدة خطيبة أهل البيت والكاتبة في علومهم الشابة فوزية المرزوق التي سيخلد الله أثرها وذكراها بما تركته من علم نافع سيكون بإذنه تعالى منهاجاً في أعين نظيراتها من الكاتبات والخطيبات لتبنيه وطباعته لإفادة عموم السالكات درب الخطابة والتأليف. ودعوتنا لهن لكتابة مفصل سيرتها ودقائق حياتها الاجتماعية التي جعلت منها تسنم كل الأدوار التي ذكرناها وطباعة تلك السيرة لتكون تجربة لكل المؤمنات في الحقل الديني والاجتماعي لاقتفاء آثارها.