نحو خطاب حسيني موحد

الأستاذ / ياسر محمد

يحتاج المنبر الحسيني رغم صموده  لمئات السنين ورغم ما يمتاز به من تنوع فكري وتاريخي وطرح اجتماعي لا يقل مستوىً عن دور المؤسسات التربوية، يحتاج مع كل ذلك إلى مأسسة تنتج منه خطاب موحد يصمد في وجه التحديات والأحداث التي تعصف بالأمة.

فمع ما يتميز به الخطاب المنبري من استقلالية في الطرح والرؤى وتنوع قل نظيره على مستوى الخطابات والخطب الإسلامية، تبرز حاجة كبيرة لمناقشة بعض القضايا والأطروحات الفكرية والسياسية وفق رؤى أقل ما يقال عنها أنها توضيح للرؤية الإسلامية وتثقيف المجتمع بثقافة متينة في ظل الثقافات الدخيلة على المجتمع.

ومن الطموح أن تتكون أركان مؤسسة المنبر الحسيني من مجلس يضم كبار الخطباء والمفكرين لتداول بعض الموضوعات قبل طرحها للرأي العام والإستراتيجية اللازمة لإحداث حراك ما في المجتمع وتركيزه على مدى أيام عاشوراء لإنتاج خطاب حسيني متجانس في مختلف الحسينيات والمساجد.

كما أن الشريحة المتلقية والمستهدفة من الخطاب بحاجة للمشاركة في اختيار نوعية المحاور والموضوعات التي يرغب المتلقي استقبالها بعد تحديد العناوين العريضة من قبل المؤسسة المنبرية عن طريق إقامة مؤتمرات وندوات في مناطق متفرقة تحت أجندة معينة أو من خلال توزيع مجموعة من الاستبانات على شرائح من المجتمع تؤخذ بنتائجها لتحديد ماهية الخطاب الجماهيري السنوي.

ولا يصعب أن تكون مؤسسة المنبر الحسيني مؤسسة عالمية ينضوي تحتها أكثر الخطباء تأثيراً على مستوى الخطابة الحسينية حول العالم بحيث يأتي موسم المحرم وقد أُعد له من العام الذي سبقه فيحصل المتلقي نهاية الموسم سواء كان في الخليج أو أوروبا أو أي منطقة في العالم على حصيلة متقاربة وحراك فكري متوائم ما يعني تقارب وجهات النظر وإحداث تغييرات جماعية على المستوى الشيعي بصفة خاصة.

 فلا ينتهي الموسم كل عام إلا وهناك مشروعات أو رؤى جديدة تعمل على تغيير و تصحيح الأوضاع الحالية أو تسهم في تأهيل أفراد يعملون على إصلاح الأوضاع التي يتبناها الخطاب الحسيني وبالتالي عمل إسلامي أكثر تنظيماً واتساعاً ومجتمعاً يتحلى بالإنتاجية والعمل الدءوب.