شفافية روح

عبدالعزيز حسن آل زايد

نبضة إحداثياتها مبوصلة نحو نجم الخلق، تقع مجسات عروقها على يمين العرش، أقسم الله بحرفها الأخير في سورة القلم.. ثم أعقب : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، إنها الناقة التي شاء الله أن تعقر وجملة من فصائلها، وفصائل من عرى الإيمان طبعت عشر أصابعها على رمال الطفوف بالأحمر القاني.

إنها النعمة التي جُحدت فجُن لشكرها أقوام تدرعوا بالأرواح والصدور العارية؛ فتساقطت أجساد أرواحها لا تعرف للسقوط طريقاً سوى أحضان حور العين.

حكاية اللطف لا تنفذ من فم المشكاة فمصباحها يتماوج بالرفق : (أركب بنفسي أنت) كأنها جرس مهدٍ في يد جبرائيل، أو حديث آخر يُرشف به قواحل الصدور التي ظمئت وهو يهمس أذن جوادٍ عطش : (لا أشرب حتى تشرب !)، أو دمعة صادية تبسملت بالرحمة والشفقة لتقول أهدابُ جفونها : (أبكي لقومٍ يدخلون النار بسببي)، تستحق هذه الروح سيادة الجنة، والتتويج بسورة الفجر الخصيب.