سيكولوجية «العقبة الواحدة»

ربما ، أقولُ " ربما " يمارس معظم الناس هذه السيكولوجية بشكل أو بآخر ، بعضهم قد يدري بتلك الممارسة ولديه الوعي الكافي بما يفعل ، والبعض الآخر أصبحت هذه السيكولوجية من عاداته المتأصلة حتى باتت ملتحمة مع شخصيته دون أن يعلم.
  دعونا نستعرض سوياً نماذجاً من الممارسة الحياتية لهذه السيكولوجية في بعض المجالات ، ثم نستكمل الموضوع :
•الطالب يقول : عندما أنجح في هذه المادة فبقية المواد مضمونة بإذن الله.
•التاجر يقول : بقي أمامي فقط الفوز بهذه الصفقة لكي يكتمل نجاحي.
•الزوج يقول : الأهم هو بناء مسكن لي ولعائلتي ، لأنه العقبة الكأداء التي أمامي.
•الموظف يقول : إن حصولي على هذه الترقية بالذات سيفتح أمامي الفرص لاحقاً.
•المدير يقول : هناك مأزق واحد أمامنا لنستكمل الخطة.
•الرياضي يقول : إنّ فوزنا في المباراة القادمة سيضمن المنافسة ، أو البقاء في نفس الدرجة هذا إذا كان فريقه مهدداً بالهبوط.
•الشاب يقول : لو إنني حصلت على هذه البعثة، أو (....) فسأكون من أسعد الناس.
أمثلة كثيرة ومتعددة في مختلف جوانب الحياة تعكس سيكولوجية العقبة الواحدة لدى بعض البشر ، وبالرغم من أن ذلك قد لا يُعدُّ خللاً سيكولوجياً ، إلاّ أنه يعتبر من مثالب التفكير التخطيطي على كافة المستويات.
إنّ تحقيق الأهداف أو حتى الرغبات لا يتم إلاّ من خلال تفاعل مجموعة من العوامل ، وكذلك عن طريق التكامل العضوي والتساند الوظيفي فيما بينها ، فلا شيء مهما إنحطّ مقداره وهبطت مكانته، يمكن أن يُركن في تحقيقه على تجاوز منعطف ما ، أو عقبة واحدة ، لأن الأمور وإن كانت على خير ما يُرام ، فهي ليست كما نشتهي أو نرغب على الدوام. كما أنه ليس بمقدار المرء ضبط كافة العوامل ، والظروف ، والأسباب وجعلها تسير وفقاً لإرادته.
في كثير من الأحيان يستجيب الله إلى دعائنا العريض ، ونتجاوز تلك العقبة التي كنّا نظن أنها الوحيدة التي تعترض طريقنا للوصول إلى أهدافنا ، ولكن لا نلبث أن نكتشف الكثير من العقبات التي ربما ليست بمستوى تلك العقبة التي في تصورنا ، ولكنها تحتل مساحة ليست بالقليلة ولا بالهينة ، وتتسبب بالفعل في عرقلتنا ، وتصيبنا بالإحباط.
شاهدتُ وسمعت الكثير من الناس الذين قد وضعوا آمالهم على تجاوز هذه العقبة       أو تلك لدرجة إنني كنت أنجرف معهم في مشاعرهم ، وأتضامن مع إعتقادهم ، ثم لا ألبث أن ألوم نفسي حينما أشاهدهم ثانية وقد إرتطموا بالواقع وهم في ذهول !! فهل أنت منهم ؟ أرجو أن لا تكون كذلك. تحياتي            

إستشاري سلوك وتطوير موارد بشرية