فحص دوري للمواطنين !

لا يختلف اثنان بما تقدمه وزارة الصحة السعودية في مجال الخدمات الطبية لكافة أبناء ومقيمي هذا الوطن الكريم . إذ حظيت المشاريع الطبية والخدمات المساندة لها اهتماما خاصاً من لدن والدنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ، وكان من جل اهتمامات الدولة ، أنها وضعت في قيادة ركب القطار الطبي بالمملكة معالي الدكتور عبدالله الربيعة ، الذي لم يألوا جهداً في بذل ُجـل خبراته ووقته في خدمة أبناء الوطن وضيوفهم ، وخاصة في مجال فصل التوائم السيامية المعقدة ، حتى ذاع صيته شتى بقاع الأرض ، وأصبحت الجملة السائدة وبجميع لغات العالم ( التوأم السيامي المحظوظ من يقع بين يدي الدكتور الربيعة ) . ومازال ولا يزال ذاك القطار يترك أثراً مشرقاُ في كل مدينة سعودية يمر بها ، إذ يلوح للمواطنين وبأم أعينهم ، مدى ازدهار المشاريع الطبية وتقدمها في ربوع وطننا الغالي .
ولا يخفى على معالي الوزير ، وهو أبخص مني بهذا ، تفشي الأمراض المزمنة ، والغير ظاهرة بمنطقة الشرق الأوسط ، وخاصة بين سكان دول الخليج العربي ، وسرعة انتشارها الرهيب ، كمرض السرطان ، والتهاب الكبد الوبائي ، والتيفوئيد وغيرها ، ومن باب ( درهم وقاية خير من قنطار علاج ) ، وقبل وقوع الفأس على الرأس ، نجح تطبيق هذا الشعار في السياسة الطبية للمملكة في السنوات الأخيرة أمام الأمراض الوراثية ( المنجلية وضعف الدم الوراثي ) والتي كانت تنتقل من جيل إلي آخر ، بوضع الفحص الطبي الإلزامي قبل الزواج . ولذا سيدي الوزير ، التمس منكم تقبل اقتراحي ، وهو : تطبيق نفس الفكرة على الأمراض المزمنة الخطرة ، وهي بإلزام كافة المواطنين بفحص دوري طبي شامل وسنوي ، أسوة بالفحص الدوري السنوي للمركبات والسيارات ، إذ تحصل كل مركبة تجتاز الفحص بنجاح على ملصق يبين تاريخ الفحص التالي ، ولا يستطيع مالك السيارة أن يبيع سيارته إلا بعد فحصها ووضع ملصق الفحص الجديد ، وأكيد إن حياة الإنسان وأبن الوطن أغلى وأهم من كوم الحديد !  لذا نهيب من معاليكم تعميم تطبيق الفحص الدوري لكافة المواطنين ، وأن يكون هذا مقيداً الكترونياً بسجلات المستشفيات السعودية والخاصة ، وكذلك إلزام كافة شركات التأمين الطبية ، على عمل فحص سنوي شامل لكل مواطن تؤمن عليه ، وبهذا نكون دفعنا درهم وقاية صحي لكل مواطن ، بالإضافة إلي قطع دابر بداية كل مرض مزمن يريد أن يتفشى في جسد مواطن ، وكذلك توفير الأموال الطائلة التي ستصرف على علاج هؤلاء المرضى إذا وقعوا فرائس تلك الأمراض الفتاكة .
معالي الوزير ، شهادتي في بصماتك مجروحة ، لكن هو واقع نلمسه ونشعر به كمواطنين ومقيمين ، ونفتخر به أمام العالم ، وبما إن الإنسان والمرض توأمان متلازمان ، فحبذا أن نفصل بينهما ، ولأن بقائهما مع بعض ينهي أحدهما ، فلم نجد أهلاً لذاك الفصل ، سوى موافقة معاليكم على تعميم الفحص الدوري للمواطن ، فأنتم خير من صح فيه قول : ( أعط القوس باريها ) .
روائي وباحث اجتماعي