الزواج بين المادية والروحية

لو أخذنا نظرة خاطفة لمعظم زيجات الزواج في العالم العربي عموما وفي مجتمعنا الخليجي خصوصا لوجدنا جلها يركز على عنصرين مهمين لهما تأثير قوي في طريقة الاختيار وفي التقييم وهما: ( جمال المرأة ، ودراهم الرجل ).

نلاحظ في التركيز على هذين العنصرين مادية التفكير السطحي الذي من خلاله يرى الرجل أن كمال سعادته تكون بارتباطه بصاحبة الجمال الأخاذ متناسيا أن هذا الجمال ما هو إلا مجرد قناع من الجلد والشعر ، وأن ما وراء هذا القناع منظر مخيف من اللحم والعضلات والشرايين فالناس أشكالهم داخليا متشابه ولكن خارجيا يختلفون ، كما يقول أمير المؤمنين : الناس من جهة التمثال أكفاء *أبوهم آدم والأم حواء ..نفس كنفس وأرواح مشاكلة *وأنفس خلقت فيها وأعضاء. يتناسى الرجل أن جمال زوجته إلى زوال وأن روح الزوجة ونفسها لا تفنى ، بل هي باقية حتى بعد وفاتها . من الجهة الأخرى ترى المرأة أن كمالها يكون بارتباطها برجل مقتدر ماديا يكون مستطيعا على إيفاء متطلباتها المعيشية والترفيهية وقضاء حوائجها المختلفة بيسر وسهولة وأن قيمتها مرتبطة بذلك المهر العالي أو تلك الحفلة الضخمة التي من خلالها تستيطع أن تبرز نفسها أمام الناس كامرأة جميلة لها جمهورها، المرأة هنا تتناسى أن الرجل قد يشتريها بماله ولكنه في ذات الوقت قد لا يقدرها حق تقدير ، إذ أن المرأة قيمتها ليس ببضع دراهم تعطى كمهر أو غيره ، وأن الشخص لو أعطى القليل ولكن عطاءه كان من جهده وعصاميته ويمينه وإخلاصه ، فإنه أفضل ممن يعطي الكثير من غير كد أو تعب كما يفعل بعض المترفين.

نجد في نهاية الأمر أن الرجل لا يتزوج امرأة وإنما هو يشتري جمالا .ونحن لو رجعنا إلى الرؤية الإسلامية الصحيحة في الاختيار ، لرأيناها تركز على روح الزواج وليس ماديته ، إذ يقول الرسول ( من ترضون خلقه ودين ) ، ويقول مخاطبا الرجال (فعليك بذات الدين ) ، ويذهب للمرأة مخاطبا ( أقلهن مهرا ) ، إننا في هذا الزمن نحتاج إلى من يعي روح الزواج وإلى أساسه وليس إلى ماديته وقشوره ، فمن يكن مهتما بقشوره وماديته فالمادة نهايتها إلى الزوال ومن يركز على روح الزواج فالروح باقية لا تفنى.

شارك هذه المقالة مع الجميع عبر الـ facebook

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد المنصور
[ ام الحمام ]: 16 / 2 / 2011م - 5:27 ص
أحسنت سيد بارك الله فيك مقال صغير ولكنه كبير في مواعظة وفقتم للخير والى الأمام