على أي خزي أولئك يُجمعون؟


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهمإلى قيام يوم الدين.

جاء عن إمامنا السجاد عليه السلام (اللهم اني أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره ) (1) معتبرا الإمام عليه السلام أن خذلان المظلوم الذي يظلم بحضرتنا وبمشهد منا وعدم نصرته هو ذنب وعلينا الحذر من أن نقع فيه ، ويستلزم التوبة منه اذا ماصدر منا ، بل هو حق من الحقوق الأصيلةللأخوةالإيمانية كما عن إمامنا الصادق عليه السلام ( حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره ، والمواساة له في ماله ، والخلف له في أهله ، والنصرة له على من ظلمه ) (2)،بل التخلي واللاإكتراث لنصرة المظلوم مدعاة لانتقام الله وسخطه  ففي حديث قدسي يقول الله تعالى ( لأنتقمن ممن رأى مظلوما فقدر أن ينصره فلم ينصره) (3) .

إننا في الوقت الذي نجد فيه دول العالم والمنظمات الدولية تدعو وتطالب بعدم استخدام العنف والسلاح في مواجهة التظاهرات المطلبية السلمية ، وجدنا وفي عشية مجزرة الخميس الدامي بدوار اللؤلؤة ، حيث استبيح فيها بشهية جامحة للدماء دماء أناس عزّل اعتصموا في مطالبات سلمية ، في سلوك بالغ الهمجية باغتوا فيه المحتجين وهم نائمون مبالغة في الترويع والرعب ، وافزعوا الأطفال والنساء وعمدوا إلى اطلاق الرصاص الحي والقذائف الانشطارية والتنكيل بالجرحى ومنع إسعافهم في عملية لا توصف إلا بالجبن والوحشية واللاإنسانية سقط فيها العديد من القتلى والجرحى ،في عشية هذه المجزرة وفي ظل المناشدات الدولية يطل علينا وزراء خارجية دول التعاون في اجتماعهم بالمنامة بموقف الداعم لتلك الممارسات الوحشية في موقف استفز الغضب لدى شعوبهم قبل الشعب المنتفض لحقه.

إن حسنا الإنساني لا يقدر أن يخفي مشاعر السخط والاستنكار لهذه المواقف ولما يجري على أهلنا في البحرين الذي تجمعنا به - كشعوب تطل على ساحل الخليج – روابط الدين واللغة والدم والهوية الساحلية ، وان استمرار هكذا مواقف لا تكترث لمشاعر الناس وأحاسيسهملاشك انه سيؤجج النفوس ويزيد الاحتقان ويلهب الغضب فإذا لم تكن السياسة الخارجية معبرة عن الشعب فلتكن مراعية لأحاسيسهمفي اقل تقدير، فمن المخاطرة الاستهانة بمشاعر الناس والعبث بعواطفهم، لأن الغضب اذا انفجر لا يعلم مآلاته، فالشعوب ومن صميم  حسها الإنساني لا تملك أن تلجم غضبها وسخطها أمام مظلومية إنسان يستباح دمه  وتنتهك آدميته .

إن الدعاء للمؤمنين هو تعبير عن روح التضامن الإيمانية وأقل ما يمكن أن نقوم به هو أن نكثف حضورنا لقراءة دعاء التوسلليلة الأربعاء من هذا الأسبوع نساء ورجالا شبابا وشيوخا في المساجد والحسينيات والمجالس ندعو فيه  لأهلنا سائلين الله أن يصلح كل فاسد من أمور المسلمين ويفرج عن المكروبين انه ولي حميد.

(1)الصحيفة السجادية
(2)الكافي– للشيخ الكليني – ج2
(3)ميزان الحكمة – للري شهري – ج5