الحياة والأمل

عندما نتكون فى بطون أمهاتنا لا نعلم عن مصيرنا؟ ولا الطريقة ولا الهيئة التى سوف نكون عليها؟ فقط نَسبح ونُسبح لله ونسمع ما يحيطُنا من خير او شر ، وتتلاطم الأمواج بالنسبة الينا ، عالية ومنخفضة ، غير مدركين ، ماهية الموت او الحياة ، قاربٌ يُدفدف نفسه الى شاطئ الأمان.

وعندما نصل الى الأرض نعتبرها جذرنا الأول ومصدر إلهامنا حتى نموت ، ونعتبرها الوطن الأول والأخير مهما ابتعدنا او لجأنا الى ارض جديدة بسبب العيش المقدر.

وللوهلة الأولى نرى إناسٌ من حولنا مختلفين فى صفاتهم واطوارهم ولكن يضل القاسم المشترك الوالدين والأم اولاً ، وبينما الوعي يدرك نتعرف على اعزائنا الأخوان والأقرباء يوماً بعد يوماً.

عندها تتشكل الصفات والإدراكات التي نقتبسها من العالم الصغير وهو البيت ، وبينما النور والظلام لا يعني الا القليل لكنه العالم الأول ، عالم الحياة.. عالم الخير والشر ، والفطرة لها الدور الأساسي في شعورنا نحو الخير ومثال على ذلك ، عندما تبتسم لطفل يشعر صدقك ويشعر غضبك ، فلك القول ان لا تكونَ قاسياً فقط إرسل له إشارات الصدق كي يتكون ويؤثر فيما بعد.

الأشهر الأولى مرحلة النمو الحقيقي او كما يقول العلماء قد ادركت كل شئ اوبعض الشئ قبل ان تلد ولكن الحقيقة ابصر ، نموك يتحقق وبصرك يُعْوِلُ واذنكَ تسمع وعقلكَ يختزن جميع ضجيج الحياة... من هنا تبدأ علاقتك بالعالم يوماً بعد يوم على أمل ان تكون احدى مكونات الحياة المتسلسلة لتبني وتُكون حضارة بعد حضارة...وبينما جناحك  ينمو لبدء طيرانك نحو الحياة تكون قد تزودت بالعطاء الغذائي والروحي من والديك ، ومع التحليق تنظر الى الحياة والخلق بمنظارك ، تًكون وتتكون ، وتكتسب رؤى وتجارب الآخرين على مسمعيك مما قرأته او استلهمت به من مدرستك ، ومع جذور اكتسابك لعائلتك والنمط السائد تتكون افكارك تزج بها بين مجتمعك وقد تصيب وتخطئ ولكن يبقى ان تحافظ على اتزانك لتكسب الآخرين والمفكرين وجميع طبقات المجتمع والأمة في الكون أن استطعت ولكن يبقى السؤال الى اين؟

سؤال قد لا يعلم جوابه؟ الا بعد مرور السنوات واحياناً نغادر الحياة ولاجواب قد إلتَقمه عقلك او فؤادك فقط صورة باهته ليس لها لون محدد وهذه ضائعة الأنسان ، لا فرق ان يعيش او يموت و مع مرور الأيام والسنون تَكون قد رأيتَ الفروقات والمدارج وزقائق الحياة لا بد لك ان تصنع لنفسك طريق لكي تنجو وتعيش. والخيار لك في الخير والشر ايهما تعتقد اقصر اليك وكل مدخل له شوائبه بمنطق الحياة ومن هنا يجب ان تكون قد استوعبت الحلال والحرام والعقاب والثواب.

وتستمر المعادلة لديك بكل أطُرها ، تكافح للمستقبل و تنشأ وتعانق الحاضر وتقرأ الماضي لدروس قد تكون ملهبة لك في اطوار حياتك.

هذا هو الواقع الذي يجب ان نعيشه منذ اليوم الأول ، هدؤ وسكينة تطفي علينا جميعاً ، نتقاسم الأدوار حسب الخبرة والمعطيات عندها تتكون نطفٌ جميلة قد برزت لحضارة خلاقة تنتشر بين أمم الأرض.

قد يكون حلمٌ!!! لا يا سيادة القاضي انه ليس كذلك ، أنها حرية الرأي التي تطفئ السكينة وتنير الأدمغة بفعل المنطق الذي خلقه الله لنا منذ بدء الخليقة.

وحال العرب المعاش مختلف تماماً عن الواقع الذي نعيشه ، انظمة تتحكم في كل شئ ، لا تستطيع ان  تختار الإطار او الجدول الزمني ليومك ولا تستطيع ان تعيش ثقافة الفكر ولا ان تفرز الثقافة بنمط اليوم ولا تستطيع ان تُربي افراد اسرتك على نمط حضارة الرأي والرأي الآخر.

حضارتنا تقع في الحَجر الخارجي لبيت المستقبل؟؟؟ هذا ان وجد؟؟؟ والتعليمات قد تكون حُقنت في اجسامنا منذ الساعات الأولى لميلادك والملاحظ عند بلوغ أطفالنا في الأعوام الأولى يطفوا عليهم الذكاء العام ..جميل الكلام .. منطق الحرف ، يبهرك بأنه سوف يكون عالمك الجديد ومستقبل الغد ونماء الإنسانية ولكن الواقع اقسى من ان يكون عندما تتبدد اغلبها على قارعة الطريق بفعل النمط السياسي المُعاش القائم على القمع والأنصات فقط والمؤثرة على السلوك العام داخل وخارج المنزل.

انها سلسلة الحاكم بأمر الله كما يقولون ، اجساداً تتهالك قبل آوانها ، تُدرك ولا تَدرك ، تُحجب الى نفسها القناعة والخنوع الى أن يتم الفرج ، ومع كثير من الأمراض الموهومة العالقة بعقلنا الباطن هيئنا الأستسلام والذل ولو كانت الرياح تجرى بما أمر الله لوجدت ممارسة دور العقل في النماء والتشريع لحقوقنا ينمو يوماً بعد يوم ، ومع اكتشاف حقيقة بيئتنا الأجتماعية بفعل العامل السياسي يتراجع اللسان في المطالبة بالحقوق لوجودك في الساحة خالي الوفاق ولكن نستثني مآثر الشجعان الذين يجدون صعوبة الأنتظار وقرب الفرج ملاصقاً العمل و الأمل ، يتحاورون ويجادولون ويدفعون اجسادهم للتعذيب  حتى الرمق الأخير احياناً ، وتتمدد  المضاجع لباقي الشعوب المستضعفة لسباتٍ عميق.

ومع دوران الأرض يحل الظلام لشروقٍ جديد ولرزقٍ آخر من حياتك ، تناظر اولادك قبل الخروج وتزف اليهم مشاعر قلبك على أن يقلبُ المعادلة يوماً ما التي لم تستطع انت فعلها ، وبين هذا وذاك تتطاير الآمال لدعوة كريمة تكون قد علقت على احدى الزوايا القديمة تكون ذكرى وانطلاقاً لعهد جديد ، يكون الشعب بحاجة اليها ، انه بناءُ الأجداد للأبناء الذين يتداولون القول وقراءة التاريخ ولإكمال المسيرة وتنبض شمس الحرية للشعب وليس للفرد ، وشعاع الأبتسامة يرفرف بين زوايا علم بلادي الخفاق لمسيرة طويلة تكون قد بزغت لأبنائنا الأعزاء.

تعالوا نرفع رايتنا عالياً مطالبين القول العزة لله والوطن للجميع والسلام للجميع والرزق حق مكفول ومكتوب وحق الوجود مكفول ايضاً من عند الله ، ننتخب قائدنا ومن معه كما أردنا ، ونعانق افراحنا واحزاننا من بين اطياف الزمن حتى الرمق الأخير.  

ايها الرب الكريم ، دعائنا اليك بأن تنصرنا على واقعنا الأليم وتنصر الخير وتذل الشر وتقدر لنا الحياة التي ارسلتها لنا عن طريق الأنبياء والمرسلين ، لنحي ونحيا ونتمتع بهذه الأرض والكون الفسيح الذي خلقتُه من أجلنا.