عيد زواجنا : * ثنائي الحلقة : سناء | أحمد

قراءة في بيني وبينك حكاية : الحلقة الأولى

قراءة في بيني وبينك حكاية


هي حكايةٌ من واقع الحياة الزوجية تسطرها الأديبة الكبيرة بذلتها الإنسانية خولة القزويني بأحرفٍ إلهية المضمون لتضع العلاقة الزوجية تحت المجهر .

كانت هذه الحكاية تروى من خلال الثنائي وهما ( الأنثى والرجل ) حيث يربطهما العقد الشرعي ( الزواج ) .

إنه ومن خلال هذا العلاقة المقدسة تسلط الكاتبة الضوء على بعض المشكلات التي تعكر صفوى الحياة الزوجية التي أراد لها الله سبحانه وتعالى أن تكون مفعمةً بالسكينة والدفء لتكون منطلقاً للإنسانية ، فتلقي أشرعتها على الكون ، على الوجود ، فينعم الإنسان بها ويستثمر طاقاته التي أودعها الله فيه ليكون سعيداً .

هذه الحكاية استمدتها الكاتبة من الواقع المعاش ، الواقع المجهد حتى الثمالة مما اعتراه شكلياً وضمنياً في هذا العصر المعلوماتي ، التكنولوجي الذي جعل من العاطفة حذاءً بالي .

_ وقد التقطت عبر تفاعلي اليومي مع الناس مؤشرات دقيقة ألهمتني بعض الأفكار المنوعة الخاصة بالعلاقات الزوجية .

_ هي حكايات اجتماعيةٌ من صميم الواقع تتضمن مشاكل متنوعة من حصيلةٍ ثقافيةٍ ملوثةٍ أفرزتها الحضارة المادية بتواطؤ من نوازع النفس الشيطانية المشوهة بالأنانية وحب الذات بعيداً عن قيم الدين ومفاهيم الإسلام .

تأتي القصص في بيني وبين حكاية كمرآةٍ تعرض المشكلة عبر الحدث الدرامي في امتزاجٍ مع الشخصية لينحني عبر تلك الدهاليز المظلمة في العلاقة الزوجية لفتح نافذةٍ يستنشق ( الزوج والزوجة ) من خلالها التوافق والتناغم .

كل ذلك في قوالبٍ متنوعةٍ من قالبٍ كوميدي إلى قالبٍ تراجيدي ... ، بلغةٍ سهلةٍ ذات وعي ثقافي لما حولها .

إن الجانب التربوي واضحٌ كوضوح الشمس في رابعة النهار حيث كان هدفاً أساسياً أرادته الكاتبة في معالجة هذه المشكلات إيماناً منها بأن كل ما نعاني منه في حياتنا إنما هو فقدان الجانب التربوي .

لقد داهمني سؤالٌ متطفلٌ وأنا أرتع في هذه الحكاية ، والسؤال هو :

_ من أين جاء هذا التوافق والتناغم ؟ .

إن الكاتبة وبحرفيةٍ تعطي القارئ لفتةً إلى كون السعادة ليست شيئاً خيالياً أو هي مفردةٌ تنتمي إلى قاموس المستحيل ، إنما قد جاءت من حولنا ، من الأدوات التي نتعايش بها ومنها .

جاءت الحكاية في حلقات متنوعةٍ كتنوع المشكلة ، لذا ستكون هذه القراءة في أسلوبها كما جاءت الحكاية في حلقات .


الحلقة الأولى


عيد زواجنا

* ثنائي الحلقة : سناء | أحمد


تتحدث الكاتبة عبر هذا الثنائي عن قضية البرود والرتابة في الحياة الزوجية معالجةً بأسلوبها الراقي وفكرها الخلاب هذه القضية حيث زجت بشخصية ( فتوح ) التي كانت بمثابة نتيجةٍ لعلاقةٍ غير مستقرةٍ ربما يكون الطلاق هو النتيجة ، حينها تسعى المرأة بكل قواها لتحافظ على عشها الزوجي من هذا المفترس القادم من المجهول ، هنا تنحني ( سناء ) لإيجاد الحل الذي يقيها السوء ، لإيجاد الحل الذي يشعرها بالراحة ، الطمأنينة ، الحب ، المتعة ، فكان احتفالٌ بيوم الزفاف .

_ وتفتق الذهن اليقظ على هذه الاحتفالية المميزة ، الأربعاء القادم عيد زواجنا السابع .

إن العلاقة الزوجية في استمرارها وتدفقها على الذات الإنسانية إنما هي مودةٌ ورحمةٌ بين الطريقين إلا أنها تقع ولأسبابٍ كثيرةٍ في منزلق الملل سواء من ناحية الرجل " أظنه الملل الذي يداهم الحمقى من الرجال " ، أو ما ناحية المرأة " ربما قصرتِ معه .. أو .. " .

قال تعال : "  وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " . .

* كلمات :

_ الرجال  سريعو العطب ينبغي صيانة مشاعرهم كلما نضبت وإذكاء عواطفهم بجذوة الشوق الملتهبة كي يتجدد حماسهم للبيت وإلا فالخطر قادم .

_ اليوم تفتق عن جدار الصمت نبع حبٍ كنت أظنه قد نضب وإذا به انهمارٌ وتدفقٌ في كل خلجةٍ ، وسكنةٍ ، عبرت عن ودك المكنون .

_ تبادر باستمرار على ضخ الدم في قلب حياتهما الهامدة .

تأتي النهاية سعيدةً كابتسامة طفلٍ بين ذراعي أمه لتزرع في الآخر ( المتلقي ) الأمل ولسان حالها يقول :

لا تبتئس ، " إن الزواج يحتاج إلى صيانةٍ بين فترةٍ وأخرى كي نضخ فيه الحيوية والحياة " .

 

همسة : " الزواج يحتاج إلى صيانةٍ بين فترةٍ وأخرى كي نضخ فيه الحيوية والحياة ".

معلم لغة عربية